دراسة تاريخية نقدية لتطور الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية في فترة ما بين الحربين. هدف كاتبها إلى توضيح مراحل تطور الأدب السعودي في فترة الدراسة، وتقويم الأعمال الأدبية المتمخضة ومدى التأثيرات الخارجية والداخلية فيها والقضايا التي أثيرت فيها. وقد رجع إلى طائفة من المصادر ذات العلاقة، ومهّد بالحديث عن الخلفية السياسية للبلاد، وسعْي الأدباء للبحث عن كيان لأدبهم يواكب الكيان الجديد الذي أقامه الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، وكانت الصحافة هي المجال الرئيس لأقدم الأدباء بين الحربين، ثم تناول العناية بدراسة الأدب السعودي الحديث، ومن مظاهرها محاولة التأريخ لهذا الأدب الذي عدّ بعض النقاد ولادته سنة 1916م، مع هيمنة التقليد على النتاج الأدبي حتى ثلاثينات القرن، وكذلك التعريف بهذا الأدب من خلال النشر في الصحف العربية أو العرض على كبار الأدباء العرب من الأقطار المجاورة وبخاصة مصر، وتشجيع الإنتاج الأدبي المحلي الذي لم يصل بعد في مرحلة التكوين إلى النضج والإبداع. ثم ناقش المؤثرات الخارجية في الأدب العربي السعودي وبخاصة أدب مصر وأدب المهجر الأمريكي والأدب المترجم، وذكر أن عرض الآثار الأدبية الغربية المترجمة والتعليق عليها كان مألوفًا في الصحافة السعودية خلال فترة الدراسة. ثم تطرق للقضايا النقدية التي كادت تطغى على جزء كبير من الإنتاج النثري، وغياب منهجية النقد العلمي فيها، وتعرضها لموضوعات متنوعة كالسرقات الأدبية التي لم تكن نادرة الحدوث في الصحف المحلية. وتناول قضية الارتباط بالبيئة والواقع الاجتماعي الذي يعيش فيهما الأديب، وظهورها في آراء الأدباء. وخلص إلى أن الأدب السعودي كان يمرّ بين الحربين بمرحلة تاريخية جديدة من اليقظة والبناء والتفاعل مع الحياة، تأثر فيها بمتغيرات خارجية وداخلية أمدته بالكثير من صور التفكير والتعبير.
|