تناولت هذه المقالة الإسقاطات المعروفة بين علماء الجغرافية والمساحة، والغرض من كتابة هذه الدراسة هو شرح الإسقاط المكي للعالم حتى يستأنسوا به في معرفة موقع مكة المكرمة من قارات العالم. وقد عرّف إسقاط الخرائط بأنه كيفية تمثيل السطح الكروي للأرض على الخرائط المستوية السطح، وقد أشار الباحث إلى أن دراسة علم إسقاط الخرائط نشأ حتى يتسنّى الربط بين السطح الكروي للكرة الأرضية، والسطح المستوي للخرائط المساحية والجغرافية، ويكون شكل المسقط مشابهًا للأصل، ومساحته متكافئة بنسبة مقياس الرسم، والاتجاهات بين أجزائه صحيحة مثلما تكون على سطح الأرض، ويعبر عن هذه الجوانب في علم إسقاط الخرائط بالمحافظة على التشابه والتكافؤ والانحرافات. وقد وجد أن المحافظة عليها مجتمعة لا تتحقق ما دامت الخريطة مستوية، ولذلك روعي الغرض المطلوب من صنع الخريطة عند اختيار عملية الإسقاط المناسبة، كالخرائط المستعملة في البحرية والطيران، وغرضها المحافظة على الاتجاهات بين الأماكن. والخرائط التعليمية الجغرافية تراعي وجود التشابه، والخرائط الزراعية تراعي التكافؤ... ثم تناول خطوط الطول ودوائر العرض، والطرق المستخدمة في إسقاط الخرائط ورسمها على الورق لخدمة الغرض المطلوب، ومنها اختيار جسم آخر يكون واسطة انتقال بين سطح الكرة الأرضية وبين الخريطة المساحية؛ إذ تنقل أولاً التفاصيل من السطح الكروي إلى سطح الجسم الوسيط، ثم بعد ذلك يُفرد سطح هذا الجسم ويحول إلى مستوى الخريطة. ووجد أن أصلح الأجسام الوسيطة لخدمة هذا الغرض هو الأسطوانة والمخروط، ولذلك فإن معظم الإسقاطات المشهورة للخرائط الجغرافية مشتقة من هذين الجسمين. وفيما يتعلق بالإسقاط الأسطواني فقد استخدمت طريقتا الإسقاط الإشعاعي والمتساوي، وبالنسبة إلى الإسقاط المخروطي فقد استخدم الإسقاط المخروطي المطابق والمخروطي المتعدد والقطبي، ثم عرض الكاتب مزايا الإسقاط المكي، وخاصة تيسيره معرفة اتجاه القبلة في أي مكان على سطح الكرة الأرضية، وهو إسقاط يحافظ على تحديد الاتجاه الصحيح لأي بلد بالنسبة لمكة المكرمة والمسافة بينهما، وتظهر مكة المكرمة فيه مركزًا وسطًا للأرض اليابسة على سطح الكرة الأرضية .
|