تناولت الدراسة وادي القرى، وهدف كاتبها إلى تحديد موقعه ومسمّاه وقراه ومن نزل فيه، ورجع إلى القرآن الكريم وتفسيره، ثم إلى المصادر عن آثار الجزيرة وتاريخها بالإضافة إلى المعاجم اللغوية والجغرافية، واستهل مقالته بالإشارة إلى الحاجة إلى دراسة وادي القرى، وكتاب حمد الجاسر الصادر سنة 1397هـ عن بلدة العلا، ثم تناول الغموض الذي يحيط بتحديد وادي القرى، وتطرق لذكره في معجم البلدان لياقوت الحموي، وفي وفاء الوفاء... للسمهودي، وفي المغانم المطابة للفيروز أبادي، وفتوح البلدان للبلاذري، واستخلص من دراسة ذكرها في هذه المصادر أنه لم يجر تحديدها بدقة، ثم نظر في مسمّى وادي أم القرى ودلالته وما ذكره ياقوت عنه أنه واد من أعمال المدينة كثير القرى، وبها سمي وادي القرى. أما سيل الوادي فيتكون من عدة روافد، أولها يُسمّى مرارة مقابل مكان يدعى الأقرع ويبعد عن الحجر شمالاً بنحو ستين كيلاً، ثم الروافد الأخرى: غارب، وحوضا، وثربا، وشلال، ومفهوم وادي القرى يشمل المنطقة الممتدة من الحجر شمالاً، وأشار الكاتب أن هذا المفهوم قد ينحسر ليعني موضعًا بعينه، وأنه لما كان وادي القرى كثير القرى، فغالبًا ما تشتهر قرية من هذه القرى بميزات عن غيرها فتكون قاعدة لها فتأخذ الاسم وتشتهر به، حتى إذا ما ذكر وادي القرى فإنما يعني هذه القرية المهمة فيه، وأضاف الكاتب إلى أن دراسة تاريخ وطبيعة قرى الوادي تكشف وجود قرية تمتاز بطبيعة جغرافية، وبخصائص اجتماعية تجعل لها الصدارة على بقية القرى، وهي "قرح" لأنها ذات بيئة جغرافية وطبيعية تستحق لقب الوادي، ولأنها أكبر قرى الوادي وأقدمها في الإنشاء والعمران، وتتبوأ الصدارة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، ثم بين الكاتب أن مدينة العلا الحالية تنحصر بين جبلين عاليين وأرضها تمتد بينهما من جنوب قرية العذيب شمالاً حتى قبيل قرية مغيرة جنوبًا، وهي ما كانت تعرف قديمًا بوادي القرى، لأن مدينة قرح تقع في نطاق هذا الامتداد وفي الجزء الشمالي منه، واستشهد بقول حمد الجاسر أن وادي القرى هو وادي العلا، وقرح هي القسم الشمالي من مدينة العلا
|