تناولت هذه المقالة سيرة الملك فيصل بن عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ وخصاله، فذكر كاتبها أنه كان صلب الإرادة، حكيم الإدارة، صلْد الزند، قوي الشكيمة، ثابتًا في الحق، ثاقب الفكر، مرهف الحس، حلو الحديث، بعيد النظر، أمره كان نظرة لا نبرة، وصمته بلاغة، ويعف أن يشرح فيحرج، وكان الملك الإنسان، والمعلم والأب الحنون، والقائد الواعي، والسياسي الفذّ، والرائد للخير، والصبور الجسور، وكان الجهاد خدينه، والإباء إهابه، والصفاء طبعه، وكان الأمل عنده العمل، وملاذه الله، ونجوه التسبيح، وكان خشوعه وابتهاله للمغفرة، ثم يقص الكاتب وقفاته المبدئية، ففي عام ????م عندما يئس العرب من اتخاذ الولايات المتحدة أي موقف متزن وعادل تجاه القضية الفلسطينية، دعا الفيصل الجنرال جورج مارشال وزير الخارجية الأمريكي لمقابلته، وعندما حضر صارحه بأنه محبط من سياسة البيت الأبيض وتأثرها بمساعي الرئيس ترومان وقتذاك للفوز بالانتخابات، وطلبه منه أن لا تلجأ الولايات المتحدة للضغط على أية دولة في الأمم المتحدة للتصويت معها في تأييد اليهود، وترك الدول تتصرف على أساس الحق والإنصاف، ووعد مارشال أن لا تفعل بلاده ذلك، لكن وقائع الأمور والتصويت فيما بعد أثبتت عكس ذلك إذ قام ترومان بالضغط المباشر على ليبريا، وهاييتي، والفلبين، وعلى الأكثرية الساحقة من دول أمريكا اللاتينية لتأييد تقسيم فلسطين، وكان قرار الفيصل بعد قرار تقسيم فلسطين في نوفمبر عام 1947م عدم زيارة الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترومان الذي كانت وزارة خارجيته بشخص لوي هندرسون تفاوض العرب لتعديل مشروع التقسيم إلى نظام وصاية، بينما قرر هو الاعتراف بإسرائيل، ولقد وفى الفيصل وعده ولم يزر الولايات المتحدة إلا عقب انتخاب الرئيس ايزنهاور عام 1952م، ثم تحدث عن اهتمام الفيصل بالصيد وتربية الصقور، وشغفه بالتاريخ والأدب والشعر، وأنه كان يوصي دومًا بضرورة إحياء التراث الفكري والثقافي، وكان أول من اكتشف مقر سوق عكاظ التاريخي وحدد معالمه. وبإيجاز كان الفيصل كما يجب أن يكون الملك، وكما يجب أن يكون "الإنسان، لقد جعل الصحراء تمرع بالخير، والقلوب تعمر بالمحبة له
|