تناولت المقالة ظاهرة القبلية ومعالجتها، وهدف كاتبها إلى توصيف الظاهرة وبيان أبعادها السلبية، وسبل مواجهتها، والتجربة السعودية في هذا المجال. وقد استند إلى مجموعة من المصادر في علم الاجتماع والإدارة والسياسة والتاريخ. واستهل بالحديث عن العناية التي أولاها الدارسون والسياسيون لمشكلة القبلية ودرء آثارها. ثم تناول القبلية في الدولة النامية محاولاً استخلاص تعريف لها من النظر في واقعها ومخلفاتها، واستعرض ثلاثة اتجاهات في تحديد مضمونها، إذ رأى بعضهم أن القبلية عبارة عن حيلة يستخدمها بعض الناس لجعل حياتهم أكثر سعادة ورخاء بالمحافظة على امتيازاتهم، والإبقاء عليها. ورأى بعضهم الآخر أنها فكرة سوّقها علماء الاجتماع الغربيون، ثم وُظِّفت لتكون فكرة تخدم مصلحة بعض القادة الأفريقيين، ورأى بعضهم الآخر أنها تمثل حقيقة الوضع القائم في أفريقيا. ثم تناول الكاتب مواصفات الحياة القبلية متطرقًا لتكوين القبيلة وعلاقاتها وثقافتها وقيمها ومعتقداتها وأهمية العادات والتقاليد وآراء كبار السن في إرساء النظام فيها، وتحدث عن تحديد الزعماء الأفارقة لمفهوم القبلية حيث رأى "كوامي نكروما" فيها تكريسًا لاتجاه مقاومة الذوبان، ومن هنا دعا لنبذها، ودعا "كوفي يوسيا" للبحث عن طرق ناجعة لاستيعابها في إطار نظرية البناء القومي، واقترح "كارل دوبتش" تبني الاتصال الاجتماعي لإحداث الذوبان الاجتماعي، ثم ناقش الكاتب التجربة السعودية في التعامل مع القبلية وعملية الذوبان الاجتماعي، ودور الملك عبدالعزيز في بناء الدولة وتوحيد مناطقها وأهلها تحت سقف سياسي واحد، وناقش الكاتب دور التعليم في عملية الذوبان والوحدة. وانتهى إلى أن الذوبان الوطني يمثل ربط العناصر المختلفة داخل المجتمع بالأنظمة التعليمية والسياسية والإدارية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
|