العنوان : رأي في التفكير المنهجي عند عبدالقادر الجرجاني
المؤلف : أحمد حمدي الخولي التنصنيف : البحوث

دراسة نقدية تناول كاتبها فيها منهجية عبدالقاهر الجرجاني في النقد والبلاغة والنحو، وهدف إلى بيان خصائص أسلوبه في معالجاته النقدية واللغوية، وقد استند مجملها إلى كتابات عبدالقاهر نفسه، وما كتب عنه، ومصادر النقد المنهجي، واستهل بالتعريف بعبدالقاهر ونسبه ومولده ووفاته ومؤلفاته وموضوعاتها، ثم تناول آراءه النقدية واللغوية، فابتدأ بعرض نظرته إلى الذوق، فذكر أنه جعل الذوق والفطرة وسيلة إلى إدراك الجمال من جهة، وأن الذكاء اللماح يؤدي إلى تبين الفروق الدقيقة التي تمتاز بها العبارات، وتختلف من خلالها المعاني من جهة أخرى، ومن سلامة الذوق عنده أنه قاوم تيار اللفظية ورأى أن الألفاظ خدم للمعاني، والكلمة المفردة عنده لا قيمة لها قبل دخولها في التأليف، وقبل أن تصير إلى الصورة التي يفيض بها الكلام غرضًا من أغراضه في الإخبار والأمر والنهي والتعجب، وتؤدي في الجملة معنى من المعاني التي لا سبيل إلى إفادتها إلا بضم كلمة إلى كلمة، وبناء لفظة على لفظة، وانتهج عبدالقاهر المنهج التحليلي ليقرر أن الشأن للنظم كاملاً، ولا شيء من الاعتبار للفظ وحده قبل أن يدخل في هذا النظم. وفطن عبدالقاهر إلى أن اللغة ليست مجموعة من الألفاظ بل مجموعة من العلاقات، وكان يرى أن الألفاظ لم توضع لتعيين الأشياء المتعينة بذواتها، وإنما وضعت لتستعمل في الإخبار عن تلك الأشياء بصفة أو حدث أو علاقة، فكان مقياس النقد عنده هو نظم الكلام، ذلك أن النظم هو الذي يقيم العلاقات بين الأشياء، وبدراسة معالجة عبدالقاهر لهذه القضايا رأى الباحث أنه سلك منهج النقد اللغوي فيها. وعني بدراسة المعاني، واتفاقها واختلافها، واجتماعها وتفرقها، وأجناسها وأنواعها، ورأى أن المعاني تنقسم أولاً إلى قسمين عقلي وتخيلي، وأكثر المعاني في القسم الأول منتزع من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وكلام الصحابة، وآثار السلف الذين شأنهم الصدق، أو من الأمثال القديمة والحكم المأثورة، والمعاني في القسم التخيلي تصوير لإحساس الأديب ومشاعره. وخلص الكاتب إلى أن منهجية عبدالقاهر متكاملة بجوانبها النقدية والبلاغية والنحوية وأن إبداعه قد جاء في جملته نتاجًا للإسلام الحنيف.

البحث فى المجلة