كانت إمارة حائل موالية للعثمانيين قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى، فوقف ابن رشيد معهم وذهب على رأس قوة إلى تخوم العراق في ربيع الثاني سنة 1334هـ، ولما لم تصله القوات التركية التي وعد أن ترسل لتشارك مع قواته في مهاجمة الإنجليز في العراق، قفل راجعًا إلى حائل في أواخر شهر رمضان سنة 1334هـ، وتناول الباحث سير العلاقات والتحالف بين آل رشيد والعثمانيين من خلال ما سجلته الوثائق البريطانية، ورجع في دراسته التاريخية للوثائق البريطانية المتصلة بالحرب، ورئي أنه كانت خطة السلطات العثمانية في أكتوبر سنة 1914م بأن يقوم الأمير سعود آل رشيد بالتعاون مع قبائل الرولة والحويطات وبني صخر والشرارات وبقية القبائل العربية المجاورة لسكة حديد الجحاز بالزحف على سيناء ومصر، ولم توضع هذه الخطة موضع التطبيق، والذي جرى أن العثمانيين نجحوا في إشراك إمارة حائل في المجهود الحربي ضد الإنجليز في العراق، وقد وصلت قوات لابن رشيد إلى الزبير والخميسية في العراق، فكتب إليه كبير الضباط السياسيين في البصرة موضحًا موقف الإنجليز من ذلك، ونصحه بالوقوف موقف الحياد وعدم التحرش بدوريات الإنجليز لتلافي حدوث صدام وإراقة دماء، ونصحه أن ينقل مخيمه إلى لينة، ولم يجب ابن رشيد على رسالة الضابط الإنجليزي "برس كوكس" فأرسل إليه عبدالله فارس وكان مخيمًا حول آبار سفوان، فأخبره ابن رشيد بأنه مواطن تركي، وأن الحكومة التركية تعينه بالمال والأسلحة، وأنه ليس من المروءة والشرف مراسلة حكومة هي في حالة حرب مع الدول العثمانية، وأنه إذا تلقى العتاد والمدد منها فإنه سينتقم للقوات العثمانية في مهاجمة الإنجليز، وإذا لم يتلق ذلك فإنه لن يفعل شيئًا ضد الإنجليز، ولما تبيّن للإنجليز موقف ابن رشيد بوضوح طلبوا منه أن يغادر بقواته إلى الرخيمية، وخلص الكاتب من دراسته للوثائق وموقف ابن رشيد إخلاصه الثابت للدولة العثمانية، ورغم ذلك كان مترددًا في القتال إلى جانبها قبل وصول قوات وعتاد منها، مما دفعه في النهاية إلى انتهاج مسلك أقرب إلى مهادنة الإنجليز.
|