تناولت المقالة الأقلام وأهميتها ومعالجتها في التراث الإسلامي لتوضيح دور المسلمين في صناعتها وإنتاج الأدوات المتصلة بها وتطويرها بوصفها أدوات لتسجيل المعلومات، وقد رجع الكاتب إلى كتاب الله الكريم، ثم إلى المصادر العربية حول الوراقة، والتأليف، والإنشاء، والخط، وقد بدأ بالتعريف بمسميات القلم كالمذبر أو المزبر الذي يزبر به، أي يكتب به، واليراع، والمرقم، والقلم الذي كان شيوعًا. وقد صنع العرب الأقلام من القصب، وقد أدركوا أهمية القلم وعنوا بصناعته، كما كان لنزول القرآن الكريم باللغة العربية، وانتشار الإسلام، وتأسيس دولته، وانجازاتها الحضارية في مجالات التعريب، والترجمة، وصناعة الورق، والوراقة، والخطاطة، والدواوين أثر كبير في تطور صناعة القلم، وقد عدّ ابن مقلة خير الأقلام " ما استحكم نضجه في جرمه، بعد أن اصفر لحاؤه، ورقَّ شجره، وصلب شحمه وثقل حجمه "، وكان القصب الصخري من أجود أنواع القصب التي فضلها الكتاب في صناعة الأقلام، كما كان القصب البحري من الأنواع المفضلة في صناعتها أيضًا. ويقال للقصب اليراع والأباء ويقال لباطنة الشحمة ولظاهرة الليط، وقد أشار الكتاب إلى حجم القلم ومقاسه، وبراية القلم أساسية في صناعته.
وكانت مساحة رأس القلم تختلف باختلاف الأقلام التي جرى الاصطلاح عليها بين الكتاب، وذكر القلقشندي أن أعظمها وأكثرها في العرض هو قلم الطومار، الذي كان يؤخذ من لب الجريد الأخضر، واتخذ أيضًا القصب الفارسي، ويكون استخدام الكاتب للأقلام على عدد ما يؤثره من الخطوط. وأشار الكتاب إلى الملاءمة بين وسيط الكتابة وبين القلم، فالأقلام الفارسية مثلاً تصلح للكتابة على الكواغد والرقوق، ويختار للكتابة على القراطيس الأقلام من القصب الذي يكون أقل عقدًا وأكثف لحمًا وأصلب قشرًا وأعدل استواء. ويرجع للمعز لدين الله الفاطمي فضل اختراع القلم النبّاع الذي يحتفظ بالحبر في جوفه ومما سبق يتضح دور المسلمين في صناعة الأقلام وتطويرها
|