تناول الكاتب بداية الخلافة، ومعناها لغة واصطلاحًا ويهدف إلى توضيح معناها ونشأتها وطريقتها، ورجع إلى كتاب الله العزيز، وإلى مصادر التاريخ الإسلامي والدراسات التي تناولته؛ وقد أوضح أن كلمة خليفة وجمعها خلائف وردت في عدة مواضع في القرآن الكريم في سور البقرة، والأنعام، وص. وقد نُقل عن عمر بن الخطاب ] قوله عند وفاته: "إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني، وإن أتركهم فقد تركهم من هو خير مني". ويعلّق الطبري على هذا بقوله: "فعرف الناس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف أحدًا، حيث لم يرد نص صريح في الكتاب أو السنة عن الخلافة بمعناها الاصطلاحي المتداول بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. حاول الكاتب إلقاء الضوء على الظروف التي صاحبت نشأة الخلافة مقتصرًا على عهد الخلفاء الراشدين، وفي هذا العهد أرسيت دعائم الخلافة ووضعت القواعد التي تبلورت على أساسها النظريات التي ظهرت فيما بعد عن الخلافة. وقد نشأت الخلافة وليدة لظروف اقتضتها أوضاع المجتمع الإسلامي في المدينة المنورة عقب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان من الضروري أن يختار المسلمون لأنفسهم من يتولى رعاية أمورهم الدينية وتصريف شؤونهم الدنيوية دون المساس بجوهر العقيدة التي اكتملت قبل وفاته صلى الله علية وسلم، فكان أن نشأت الخلافة، وتناول الكاتب مبايعة أبي بكر خليفة واجتماع سقيفة بني ساعدة، وانطلق عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح في بيعتهما لأبي بكر بالخلافة من عدة بواعث، فهو أول من آمن من الرجال، وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار، وهو من أنابه # للصلاة بالناس في أثناء مرضه، وكان أبو بكر أسنّ الصحابة المؤهلين للخلافة وأكثرهم نفوذًا؛ وكان استخلاف أبي بكر لعمر لأنه كان يؤثر مصلحة المسلمين ويضعها فوق كل أمر، وأراد أن يضمن استمرار الدولة الوليدة فرشح لها من يرى أنه أولى بها من الجميع، ولم يستبد برأيه بل أشرف على الناس وطلب منهم أن يسمعوا لعمر ويطيعوا فقالوا: "سمعنا وأطعنا"، وقد رشح عمر ستة من المهاجرين المبشرين بالجنة لينتخبوا من بينهم من يلي أمر المسلمين بعده. وخلص الكاتب إلى أن الخلافة كانت شورية انتخابية كما كانت بالتعيين.
|