تناولت المقالة آراء مصطفى لطفي المنفلوطي (1876-1924م) في كتاب عصره، وهدف الكاتب إلى عرض هذه الآراء، والتعريف بالخصائص الأسلوبية للكتّاب المعاصرين للمنفلوطي، وقد استهل بالتعريف بالمنفلوطي، وصفاته، وأسلوبه، ونصاعة بيانه، وصدق عاطفته فيما عرضه من مشكلات عصره، وما هدف إليه من إصلاح. وعرف بأنه كاتب مقالة من الطراز الأول، وقد نشر آراءه في بعض كتاب عصره، وتأتي القيمة الأدبية لآرائه لمكانة صاحبها ومنزلته في ميدان الكتابة النثرية من قصة ومقالة، وحظوته وحظوة إنتاجه في نفوس القراء وقتذاك، ونشرت هذه الآراء في الجزء الرابع من المجلد الثاني من "مجلة المنتقد" الصادر في 1328/4/15 : 1910/4/25م، وقد صنّف المنفلوطي أساليب كتاب عصره إلى أربعة أساليب: الأسلوب العربي الذي يحاكي فيه صاحبه أسلوب المتقدمين من العرب، والأسلوب العلمي وهو الذي يتقيد فيه صاحبه بالاصطلاحات العلمية الخاصة بالموضوع الذي يكتب فيه، والأسلوب الصحافي وهو أسلوب الذين يتقيدون في الكتابة السياسية بالاصطلاحات الخاصة به، ثم الأسلوب الإفرنجي وهو أسلوب أولئك الكتاب الذين أخذوا من اللغات الإفرنجية بنصيب لم يأخذوا بمثله من اللغة العربية، فهم إن ترجموا كانوا مقلدين، وإن كتبوا كانوا مترجمين، وقد ذكر من أصحاب الأسلوب العربي حافظ إبراهيم، وإبراهيم المويلحي، ومحمد المويلحي، وتوفيق البكري، وإبراهيم اليازجي، وولي الدين يكن، وذكر من أصحاب الأسلوب العلمي محمد عبده، ومحمد شاكر، ومحمد الخضري، وعبدالقادر المغربي، وعبدالعزيز جاويش، ويعقوب صروف، وجرجي زيدان، ورشيد رضا، وأحمد زكي، ومن أصحاب الأسلوب الصحافي علي يوسف، وفارس نمر، ولطفي السيد، ومن أصحاب الأسلوب الإفرنجي عبدالعزيز محمد، وفتحي زغلول، وقاسم أمين، وخليل مطران، وفرح أنطون
|