تناول الكاتب في هذه الدراسة آراء مشجعي الأدب العامي والأدبيات التي تناولته وخصائصه ومزاياه. وقد ناقش ثماني قضايا، أما أولاها فتتصل بأسباب عدم الترحيب بالأدب العامي أو الشعبي، وبخاصة محاولة استغلاله وتوظيفه فكرًا مبرمجًا ومنهجًا يرقى به إلى مستوى الاستعمال العام، ويفرضه ويفرض لغته وفكره على الأمة التي لا تقر ثقافة غير الثقافة العربية، ولا تعترف بفكر غير فكر الإسلام. وتتناول ثانيتها المسوغات الواهية التي يسوقها دعاة العامية حول العجز المزعوم للعربية الفصحى عن التعبير عن ظواهر شعبية محلية، يضاف إلى ذلك تدني نسبة المتعلمين. أما ثالثة هذه القضايا فتدور حول الادّعاء بأنّ التراث الشعبي هو الذي يحدد هويتنا، ويميز شخصيتنا، وفيه جذورنا ومنابع أصالتنا. وأما رابعتها فتتصل بقوة العربية الفصحى التي هي محفوظة في القرآن الكريم، ولا خوف عليها من طغيان العامية. أما القضية الخامسة فتتصل بمقولة تفيد أن 80% من سكان الجزيرة يفهمون العامية أدبًا وفنًا، وأنهم يقبلون على قراءة الأدب العامي. أما سادسة القضايا فتعالج مقولة أخرى مفادها أن أغلب مفردات العامية والأدب العامي عربية فصيحة ولا تشكل خطورة على الفصحى. وتعالج القضية السابعة التفسير الذي يذهب إلى أن الأدب العامي في الماضي حفظ لنا في الحاضر الكثير من الأحداث التي كانت في الجزيرة إبان عصور العامية، وأنه كان المصدر الوحيد لتاريخ الجزيرة السياسي والاجتماعي. وتتناول القضية الثامنة المزاعم حول وضع الأدب العامي والشعر منه خاصة، وعدم اختلافه كثيرًا عن الشعر الفصيح، وهو فرع من فروعه. وقد عالج الكتاب كل هذه القضايا، وردّ على ما يورده دعاة العامية من أسباب لتشجيع العاميات العربية، وأوضح ما يمكن أن يفضي إليه ذاك التشجيع من تبنٍّ وتطوير لها، لتصبح في نهاية المطاف لغات مستقلة ممعنة في التباعد والتنافر.
|