تناول الكاتب الجانب الجغرافي لموقعة اليرموك واهتمام المسلمين بالتعرف على جغرافية ميادين المعارك قبل وقوعها، وهدف إلى إبراز دور الظواهر الجغرافية في الإعداد لمعركة اليرموك وسيرها ونتائجها، وقد رجع لمصادر التاريخ الإسلامي والفتوحات الإسلامية. واستهل بتوضيح أهمية الظواهر الجغرافية من تضاريس ومناخ وسكان وطرق ومناطق سكنية وغيرها مما يوجد في مناطق التحام المتحاربين في إدارة أحداث المعركة، وأوضح أن حسن استغلال الظواهر الجغرافية يسهم في إحراز النصر على العدو. ثم تناول حرص المسلمين على فتح بلاد الشام وتخليصها من الروم، وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سراياه وجهز حملات إلى بلاد الشام، ثم تابع الخلفاء هذا الهدف، فتوجه جيش أسامة بن زيد إلى الشام حسب وصية الرسول صلى الله عليه وسلم. وتحسبًا لأي هجوم مباغت أو توغل لجيوش الروم في جزيرة العرب أمر أبو بكر الصديق ــ رضي الله عنه ــ بالنداء للجهاد ومحاربة الروم في بلاد الشام، وتجمعت حشود المجاهدين، فعقد أبو بكر اللواء لأربعة من الأمراء هم: أبو عبيدة وعمرو بن العاص ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة، وقرّر المسلمون أن تتمركز جيوشهم في منطقة اليرموك، وأن يستدرجوا الروم لملاقاتهم على أرض المعركة هناك، وتم لهم ذلك، وكان القائد العام للروم أرمنيًا يدعى باهان، وقد ربط الروم عددًا من جنودهم كي لا يهربوا، وقد حرص المسلمون على اختيار أرض المعركة على نحو يؤمن سلامة خطوط الاتصال والتموين مع جزيرة العرب، وسدوا على الروم طريقهم التي لم يكن لهم سواها فحاصروهم، ولكثرة الروم طلب المسلمون المدد من أبي بكر فكتب إلى خالد ليسير من العراق فيرفد المسلمين باليرموك بنصف عدد المجاهدين الذين معه، ويبقى المثنى قائدًا على النصف المتبقي، حتى إذا فتح الله عليهم باليرموك رجع خالد وجنده إلى العراق، وتقابل الجمعان، فتحقق النصر للمسلمين. وقد حلّل الكاتب أحداث المعركة وعوامل النصر وأهمها الثقة بنصر الله وبالقيادة وبالنفس، ثم أبرز دور الظواهر الجغرافية واستغلالها لإحراز النصر على العدو
|