العنوان : موقف عبدالقاهر الجرجاني من قضية المعنى
المؤلف : عثمان موافي التنصنيف : البحوث

تناول الكاتب قضية مهمة من قضايا النقد الأدبي وهي قضية المعنى، مستهدفًا عرض رأي عبدالقاهر الجرجاني من هذه القضية ومدى اهتمامه بها، وارتباطها بنظرية النظم التي تذهب إلى أن بلاغة التعبير اللغوي لا ترجع إلى اللفظ وحده، ولا إلى المعنى وحده كذلك، ولكنها ترجع لائتلاف اللفظ والمعنى ودخولهما في تعبير لغوي واحد؛ فالكلمة عنده لا توصف بالحسن أو القبح من حيث هي لفظ مفرد مكون من أصوات وحروف، وإنما توصف بذلك حينما تدخل في سياق أو نظم فتكتسب صفتها التي يصح وصفها بها، وذلك بالنظر إلى حالها مع أخواتها المجاورة لها في السياق أو النظم، وبهذا فإن الجرجاني يرى أن الحكم على اللفظ بالحسن أو القبح يتوقف على طريقة استعماله ونظمه في صياغة لغوية، فالنظم عنده نظم للكلم يقتفي آثار المعاني ويرتبها حسب ترتيب المعاني في النفس، والنظم صنعة لغوية دقيقة تقوم على تركيب الكلام وتلاحم أجزائه وارتباط ثانيها بأولها ارتباطًا قويًا، كما يقوم كذلك على تلاحم الشكل والمضمون، أو اللفظ والمعنى، وتداخلهما معًا وامتزاجهما سويًا امتزاج الروح بالجسد، على نحو يختلف عن ضم ألفاظ الكلام بعضها إلى بعض وصلاً ظاهريًا أو شكليًا، فهذا هو نظم اللفظ، وهو يختلف عن نظم الكلام عند الجرجاني، ونظم الكلام لا يكتمل بناؤه إلا بتطبيق قواعد النحو التي تعتمد أهم العمد التي ينهض عليها، وهو يقصد الآثار التي تنشأ عن استعمال قواعد النحو في السياق أو الصياغة التعبيرية وما ينشأ عن هذا من معانٍ ودلالات، وإن أهم ما يميز نظم الكلام عن نظم اللفظ هو كونه صياغة تركيبية لسياق لغوي، تتطلب شيئًا من التفكير، ويرى الجرجاني أن التفكير في تأليف الكلام ونظمه ينصب في المعنى، لذا فإنه إذا كان الإعمال الفكري في نظم الكلام يتجاوز اللفظ إلى أمور تدرك بالعقل، فهو على هذا الأساس فكر في أمور معنوية لا لفظية؛ ويرى أن الفصاحة والبلاغة وما يجري في بحربهما أوصاف راجعة إلى المعاني، وإلى ما يدل عليه بالألفاظ دون الألفاظ نفسها. ثم ناقش الكاتب المعنى الأصلي، ومعنى المعنى عند الجرجاني، وانتهى إلى أن دراسة عبدالقاهر لقضية المعنى قد أضاءت جوانب خفية في فهم المعنى وخصائصه، وكشفت عن صلته بالنظم اللغوي

البحث فى المجلة