تناول الكاتب سيرة الشيخ محمد المختار بن محمد سيد الأمين الجكني المعروف بالشنقيطي، مستهدفًا التعريف بشخصيته وعلمه وفضله وأعماله ومنهجه وآثاره. وقد استهل بعرض المعلومات المتصلة بميلاده بالشقيق من بلاد شنقيط أو موريتانيا، وقد نشأ المترجم له في بيت صلاح وعلم فحفظ القرآن ودرسه وارتحل لطلب العلم وهو في التاسعة عشرة، وحلّ جدة في المملكة العربية السعودية في عام 1358هـ، وواصل مسيرته إلى مكة المكرمة ثم طيبة الطيبة حيث استقر وأخذ يتلقى العلم عن علمائها، ثم عاد إلى مكة المكرمة، ثم عاد بعد أربع سنوات إلى المدينة المنورة، ثم أخذ طريقه إلى الرياض وظل فيها حتى عام 1368هـ، ثم ذهب إلى جدة ليدرس في مدرسة الفلاح، ثم عاد إلى الرياض ثانية ليقوم بالتدريس في المعهد العلمي وجمع إلى جانب ذلك التدريس في المسجد النبوي ثم انقطع للتدريس في المسجد النبوي، وكانت مواقيت دروسه في المسجد النبوي ما بين الصلوات الخمس من كل يوم، كما كان له دروسه الأخرى في دار الحديث بالمدينة المنورة، ولما افتُتحت الجامعة الإسلامية فيها كان أحد المكلفين بالتدريس فيها وكان علمه غزيرًا في التفسير والسنة، ثم الأنساب والرجال، فالتاريخ وبخاصة تاريخ العرب في الجاهلية وصدر الإسلام، واللغة وعلومها وشواهدها. وتناول آثار الشنقيطي العلمية وتطرق إلى تلاميذه الكثر الذين تلقوا علوم الدين عنه، وأوضح أنه لم يصرف وقته في التأليف، وما عرف عنه هو وضع رسالة بعنوان الجواب الواضح المبين في حكم التضحية عن الغير من الأحياء والميتين، وشرح سنن النسائي وعنوانه: شروق أنوار المنن الإلهية بشرح أسرار السنن الصغرى النسائية، وقد قدّم للنشر منه أربعة مجلدات في حياته، ومنهجه في الشرح أنه يعرض الحديث فيعقبه بالكلام عن رواته من رجال المسند، فيحدد رتبة الراوي، ثم يتحدث عن لغته وإعرابه، ثم يأخذ في بيان الأحكام والفوائد المستنبطة من الحديث.
|