دراسة للقرآن الكريم وأسمائه، ولجمعه في زمن أبي بكر وعثمان ــ رضي الله عنهما ــ وبواعثه، ولمزايا المصحف الذي جمع عثمانُ الناس عليه، وأهم خصائص القرآن الكريم التي تميزه عن غيره وهي التواتر الذي يعد شرطًا للقراءة الصحيحة عند جماهير المحققين من العلماء. وقد رجع الباحث إلى كتاب الله، ومصادر علوم القرآن وتفاسيره، وقد وجد عند تناول أسماء القرآن الكريم أن أكثرها شهرة: القرآن والكتاب، وتشير الكلمتان لحفظه في الصدور والسطور معًا، وبالنسبة إلى تدوينه فقد اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم كتبة للوحي يكتبونه فيما تيسر لديهم من العسب واللِّخاف والرقاع وقطع الأديم وعظام الأكتاف والأضلاع، ويضعون ما يكتبونه عند النبي صلى الله عليه وسلم مرتبًا في موضعه كما أمرهم بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من بين من اتخذهم لكتابة القرآن أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، وأبانة بن سعيد، وخالد بن الوليد، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت. وكلّف أبو بكر فيما بعد زيدًا بتتبع القرآن وجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، وبذا عمل أبو بكر لمصلحة حفظ الدين، ومن هنا قال علي بن أبي طالب: "أعظم الناس أجرًا في المصاحف أبو بكر، رحمة الله على أبي بكر، هو أول من جمع بين اللوحين". وفي خلافة عثمان عهد إلى زيد بن ثابـت، وعبـدالله بن الزبيـر، وسـعيد ابن العاص، وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام بنسخ المصاحف وجمعها على حرف واحد هو حرف قريش، ومن مزايا مصحف عثمان اقتصاره على ما ثبت بالتواتر، وعلى ما استقر في العرضة الأخيرة من القرآن، ورتب كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وكتب من غير نقط ولا شكل، فاستوعب وجوه القراءات المختلفة .
|