تمكّن علاء الدين الحسين بن الحسين من هزيمة القوات الغزنوية ودخول غزنة عام ???هـ، وبدأت معالم دولة إسلامية جديدة تتشكّل ما بين هراة وغزنة (أفغانستان الحالية)، وتابع علاء الدين بناء الدولة ومؤسساتها وجيشها المنظم، وخلفه ابنه سيف الدين محمد، ثم ابن عمه شمس الدين الملقب بغياث الدين الذي عهد لأخيه شهاب الدين بولاية غزنة، وتناول الكاتب نشاط هذه الدولة وجهادها، حيث أخذ غياث الدين السلطان الأفغاني يفتح البلاد وينشر الإسلام وساعده على ذلك الحماس الديني لدى الأفغان واندفاعهم إلى الجهاد في سبيل الله، والانقسام وضعف الجيوش في بلاد الهند التي أخذ يتوسع فيها، وقد استطاع غياث الدين الاستيلاء على الملتان عام 570هـ/ 1174م، وواصل تقدمه حتى سيطر على بلاد السند كاملة، ثم توجه إلى لاهور ودخلها عام 579هـ/ 1183م، وبدخولها أصبح إقليم البنجاب بأكمله تحت سيطرته، وولى غياث الدين أخاه شهاب الدين على لاهور، فعمل على تثبيت العقيدة الإسلامية في تلك البلاد ونشرها في أماكن جديدة، حتي تمكن من تأسيس أول دولة إسلامية في بلاد الهند، وقد تجمّع الأمراء الهنود واتفقوا على مواجهة المسلمين والتقى الطرفان عام 583هـ/ 1187م على بعد أربعين ميلاً عن دهلي ورجحت كفة الهند، وثبت المسلمون في مواقعهم حتى جرح الأمير شهاب الدين، وعادت القوات الإسلامية إلى لاهور، ثم أخذ الأمير شهاب الدين ينظم قواته وهاجم الهنود عام 588هـ/ 1192م، وهزمهم، وكان لانتصاره عليهم آثار بعيدة المدى في شمال الهند حيث تقلص نفوذ الأمراء الهنود وامتد سلطان المسلمين ليشمل بلادًا جديدة انتشر فيها نور الإسلام، وعاد شهاب الدين إلى غزنة بعد أن ترك ولاية البلاد للقائد قطب الدين أيبك، ثم وقعت مواجهة أخرى بين المسلمين والهنود عام 590هـ/ 1194م نصر الله بها جنود الإسلام، وسار المسلمون إلى نبارس وحطموا أصنامها وأقاموا المساجد فيها، ثم ضموا منطقة بالا وواصلوا الفتوحات في بلاد البنجاب. وانتهى الكاتب إلى أن الجهاد الأفغاني لم يسهم فقط في نشر الإسلام وتوسيع رقعة بلاد الإسلام بل وفي التصدي للهنود، والخِطا، والخوارزميين.
|