هدف الباحث إلى تتبع التيار الإسلامي في تراث أحمد شوقي النثري من خلال رصد مضامينه، وحصر خصائص أسلوبه عبر فترة امتدت قرابة أربعة عقود من الزمان ومعالجة آراء النقاد في هذا التراث، وقد رجع إلى كتابات أحمد شوقي والدراسات النقدية التي تناولته. واستهل بتوضيح ثراء ثقافة أحمد شوقي، وتوزع نثره على مرحلتين: فترة ما قبل النفي وتمتد من سنة 1897إلى سنة 1915م، وفترة ما بعد النفي الممتدة من سنة 1920إلى سنة 1932م. لقد قدّم شوقي روايته عذراء الهند سنة 1897م، ثم توالت جهوده الروائية فقدّم رواية لادياس سنة 1898م، ودل وتيمان سنة 1899م، ثم قدم بعد خمسة أعوام ورقة الآس وكانت آخر محاولاته الروائية، واختار شوقي فترات من التاريخ اتسمت بضعف السلطان، والتكالب على كرسي الحكم، مما هيأ الفرصة للغزاة للانقضاض على البلاد وإذلال العباد؛ ويرجح الكاتب أن يكون ذلك من قبيل الإسقاط التاريخي، ويعكس السياق الزمني لتلك المحاولات الروائية جانبًا من الواقع المصري. وأشار إلى لجوء شوقي لنشر رواياته مسلسلة في الصحف، ورأى أن روايات شوقي لها أهميتها من جانبين أولهما: الإسهام في استنبات فن الرواية الذي بدأ ينمو ويترعرع حتى احتل مكانة مرموقة بين الفنون الأدبية الأخرى في هذا القرن، وثانيهما: تصوير بعض معالم التطور الفني واللغوي لأعمال شوقي بين سنة 1897 وسنة 1932م. ثم تناول الكاتب سلسلة المقامات التي أخذ ينشرها شوقي على صفحات المؤيد بعنوان: بضعة أيام في عاصمة الإسلام، بتوقيع "سائح" طلبًا للتقية أو خوفًا من سياط النقاد، وبدأ بنشرها سنة 1899م وبلغ عددها اثنتين وعشرين مقامة، واستعرض في تناولاتها مشكلات الأمة الإسلامية المعقدة مُستشرفًا آفاق المستقبل بطرح حلول لها. وقد عالج الكاتب منطلقات التيار الإسلامي في نثر شوقي وأهدافه، وأثر القرآن الكريم والحديث الشريف في أسلوب شوقي، وختم بحثه بتناول موقف النقاد من نثر شوقي وما فيها من تطرف، ورجح موقف شوقي ضيف القائل بأن شوقي أدى بشعره ما لم يؤده بنثره، وكان له فيه القدح المعلى بين أبناء عصره
|