تناول الكاتب التراث العربي المخطوط المتوافر في (مكتبة تشستربيتي) في إيرلندا، ولأهمية هذا التراث فقد جاء تناول إحدى مجموعاته التي عمل (تشستربيتي) على تجميعها وتنظيمها وفهرستها لأنه كان مقتنعًا ومعجبًا بعمق ثقافة العلماء العرب وتفوقهم على معاصريهم من الأوروبيين، وكانت المخطوطات التي جمعها في شتى العلوم والمعارف بما في ذلك الأديان، والآداب، والطب، والقانون، والجغرافيا، والفلك، وتأتي أهمية هذه المخطوطات لثراء معالجاتها الموضوعية ولقدمها ولكون شطر منها بخط المؤلف نفسه، وقد استطاع جمع ألفين وخمس مئة مخطوطة عربية، وأعد لها فهارس بالإنجليزية في سبعة مجلدات إلى جانب فهرس آخر بالعناوين والمؤلفين. وقد تطرق الكاتب إلى الأخطاء التي اعتورت توثيق البيانات الببليوجرافية عن المخطوطات العربية، وحصرها في الفئات التالية: أخطاء طباعية يندر أن يخلوا منها أي مصنّف، وأخطاء ناجمة عن جهل بعض العاملين الأجانب بروح العربية وأسرارها ونظمها الخاصة في اللفظ أو الكتابة، والخطأ والسهو الناتج عن حجم العمل وطوله، وسقوط مخطوطات من الكشافات رغم ورودها في متن فهارس المخطوطات، وتباين طرق تسجيل الحروف العربية، والخلط في أشكال أسماء المؤلفين كذكر ابن القطاع محل ابن المقفع، وابن الهائم محل ابن الحاتم، والبرسوي محل البرساوي، وابن رباح محل ابن ربح في الأصل، وكذلك الأمر في تغيير العناوين كما في إيراد: ذوي الهمم.. في علمي اللسان والقلم محل ذوي الهمن، والفرائض السراجية محل الفرائد في الأصل. وخلص الباحث إلى التنبيه إلى ضرورة التنقيب عن مجموعات التراث العربي الإسلامي في المكتبات الأوروبية،وترجمة فهارسها لتمكين الباحثين العرب من التعرف عليها ودراستها.
|