تناول الكاتب تعيين الأئمة ومدرسي المساجد وخطبائها في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، وقد رجع إلى كتاب الله ثم إلى بعض تفاسيره. وكذلك مراجع تاريخ الملك عبدالعزيز وعلماء نجد. وقد استهل بتناول رسالة المسجد، وبيان أهميتها وانبثاق أهمية الإمامة منه، والإمامة في الاصطلاح قدوة المصلين وتولي شؤون المسجد من صلاة وخطبة الجمعة، والإمامة درس عملي في حق الاقتداء، وكان من سنة المصطفىصلى الله عليه وسلم وسائر خلفائه الراشدين ومن سلك سبيلهم من ولاة الأمور في الدولة الإسلامية أن الأمير هو الذي يكون إمامًا في الصلاة والجهاد، فالإمامة مرتبة عالية وفضيلة ظاهرة لا يستحقها إلا من هو أهل لها، وإن وجود الإمام الصالح الحافظ لكتاب الله الفاهم للإسلام والشريعة ومسائلها فهما صحيحًا مهم في خدمة الدعوة إلى الله، وفي خطبة الجمعة والعيدين مجال واسع لدعوة الناس وتوجيههم خاصة إذا عالجت حياة الناس وارتبطت موضوعاتها بقضاياهم ومشكلاتهم. ونظرًا لأهمية الإمامة فإن الدولة السعودية منذ نشأتها قد حرصت على الاهتمام بها والعناية بتعيين الأئمة والخطباء فكانوا رجالها في مجال نشر الدعوة السلفية وتثبيت أركانها، وقد انتهج الملك عبدالعزيز سياسة حكيمة في شغل المساجد الكبرى بأئمة وخطباء غير متفرغين ممن كانو يشغلون مناصب القضاء والتدريس وغيرها لما تمتعوا به من العلم، ومنهم الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ الذي عينه الملك عبدالعزيز إمامًا في مسجد والده فاستمر إمامًا وواعظًا ومدرسًا فيه، كما عيّن الشيخ سعد بن عتيق إمامًا في جامع الرياض الكبير، وعمل كذلك على إنشاء المؤسسات التعليمية الحديثة مثل دار التوحيد في الطائف، وأسند إلى رئاسة القضاء الشرعي المهام المتعلقة بالمدرسين في المساجد وتعيينهم وتنقلاتهم وفصلهم، ووجه الاهتمام بأحوال الأئمة.
|