تناول الكاتب الأعمال الأثرية الخاصة بفخار شرقي المملكة العربية السعودية الذي يعود تاريخه للفترة الواقعة بين 300ق.م - 300م، وهدف إلى التعريف بها والكشف عن نتائجها. لقد غدت المخلفات الفخارية في شرقي المملكة موضوعًا للبحث عقب خمسينات القرن الحالي، على الرغم من بداية الاهتمام بها في أواخر القرن التاسع عشر وعلى مرّ الزمن، ومع تزايد أعمال التنقيب الأثري ومكتشفاته توافرت كميات جيدة من المخلفات الفخارية ونشرت عنها دراسات، وتعود المخلفات لفترات تبدأ في الألف السادس قبل الميلاد، وتقع آخرها في الفترة العثمانية، ويركز الكاتب في هذه المقالة على الفترة اليونانية الرومانية. ووجدت المخلفات الفخارية العائدة لهذه الفترة في سبعين موقعًا، ويتركز انتشارها في أبقيق، وعين دار، وعين جاوان، وفودا، وريدا، وثاج، وتمتد منطقة توافرها من واحة الهفوف جنوبًا حتى مدينة النعيرية شمالاً، ومن ثاج غربًا حتى الساحل الغربي للخليج العربي شرقًا، وتضاف إليها الجزر الواقعة في الخليج العربي بالقرب من مدينة الهفوف مثل تاروت، وجنا، والمسلمية. والأعمال المنشورة عنها قد ظهرت منذ عام 1948م، وهي نتاج دراسات وتنقيبات أثرية قام بها (دكسون) وزوجته، ثم (جفري بيبي)، وكذلك أعمال إدارة الآثار والمتاحف السعودية في إطار مشروعها للمسح الشامل لآثار المملكة العربية السعودية الذي استهل موسمه الأول عام 1976م. ويشير الكاتب إلى أن أعمال التنقيب التي تم إنجازها في منطقة الدراسة قد شملت حفر خنادق اختبارية في مواقع محدودة ضمت تاج وتل تاروت وعين جاوان وآبار القطيف ورأس القرية ودارين. وانتهى الكاتب إلى أنه قد توافر للدراسة مخلفات فخارية تعود للفترة المبحوثة وتحتاج لمزيد من البحث، وبخاصة فيما يتصل بالاستيطان.