العنوان : ولاة المدينة في العصر الاموي:
المؤلف : سليمان ضفيدع الرحيلي التنصنيف : البحوث

دراسة للقضايا والمواقف المتبادلة بين أهل المدينة المنورة والدولة الأموية، وسياسة الولاة الأمويين بالمدينة المنورة، واختيارهم، ومعايير ذلك الاختيار، وقد رجع لمصادر التاريخ الأموي، واستهل ببيان أهمية ولاية المدينة فذكر أن مما يوضح هذه الأهمية أن الخلفاء الأمويين قد عينوا على المدينة المنورة رجالاً من البيت الأموي نفسه طيلة الربع الأول من مدة حكمهم مثل مروان بن الحكم، وسعيد بن العاص بن سعيد، والوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وذلك لعنايتهم باستتباب أمرهم فيها، وتمكين دولتهم، وإظهار إمرة البيت الأموي على سائر بيوت قريش. وفي فترة اضطراب الحكم الأموي بعد وفاة يزيد بن معاوية، تولىّ اثنان من بني الزبير أمر المدينة المنورة، ثم أنه في أواخر عهد الدولة الأموية تعاقب على ولايتها عدد من الولاة من خارج البيت الأموي ممن عرفوا بولائهم له. ومما يدل على دقة اختيار الولاة الأمويين للمدينة المنورة أن بعضهم أصبح من الخلفاء، أو أمراء الأقاليم مثل مروان بن الحكم، وعمر بن عبدالعزيز، ثم الحجاج بن يوسف، وزارها أكثر الخلفاء الأمويون في طريقهم إلى الحج أو عودتهم منه، فكانوا يظهرون الرعاية لشؤونها. وتجدر الإشارة إلى أنه قد ظهرت فيها أكبر ثورتين ضد الحكم الأموي وهما حركة الحسين بن علي، وحركة عبدالله بن الزبير. وقد تميزت الفترة الأولى من حكم الدولة الأموية الممتدة بين سنتي 41-60 هـ بتثبيت دعائم الحكم، والاسقرار فلم يتوَلّ أمر المدينة سوى واليين هما مروان بن الحكم، وسعيد بن العاص، كما لم تحدث فيها أية معارضة للأمويين. وعين معاوية على المدينة سنة60هـ عمرو بن سعيد المعروف بالأشدق الذي أسهمت ولايته في اتساع شقة الخلاف بين الأمويين وابن الزبير، وقد أعاد يزيد إلى المدينة المنورة الوليد بن عتبة سنة61 هـ، ثم عيّن عليها عثمان بن محمد بن أبي سفيان، وفي هذه المرحلة الثانية من الحكم ظهرت المعارضة. وقد تتبع الباحث تاريخ ولاة المدينة، وانتهى إلى أن الأمويين قد استعانوا بأقربائهم في الولاية والإدارة والقيادة، ولم يراعوا إجمالاً مركز المدينة الديني، ومكانة أهلها.

البحث فى المجلة