تناولت الدراسة نقشا مكتوبا مؤرخا لعمارة سد وادي السنح جنوب غرب الطائف سنة 178هـ، وهدفت إلى تحليل النقش ووصفه، وبيان دلالاته المتصلة بموقع السد، وأهميته الجغرافية، وإمكاناته الزراعية، وسكانه، وحالة السد.
واستهلت الدراسة بالحديث عن إنشاء السدود في الحجاز منذ فترة ما قبل الإسلام، وتواصل الاهتمام بإنشأتها بعد ظهور الإسلام، خاصة في العصر الأموي الذي شهد نشاطا ملحوظا في هذا الصدد في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والطائف، وذلك لحماية المدن والقرى والمزارع من مداهمة السيول، ومعرفة الأمويين لمناخ الحجاز وضرورة الاحتفاظ بمياه الأمطار إلى وقت الحاجة، وحرصهم على تحويل مجتمع الحجاز من مجتمع رعوي إلي مجتمع زراعي، وقد زاد عدد السدود في بلاد الحجاز على خمسين سدا قائما أو مندثرا، وتناولت الدراسة سد وادي السنح، وبدأت بتوضيح موقعه بين جبلين وأبعاده طولا وعرضا وحدوده، وأشجاره وخضرواته وفواكهه. وعرّف بحاله وارتفاع جداره وما تهدّم منه، ثم بحث في النقش التأسيسي الوحيد الموجود الذي ارخ لإنشاء السد من حيث مكان النقش، وأبعاده، وأسطره، وخطه، ومضمونه، ونصه، وتوزع كتابته، وصيغته التي خلت من البسملة والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، وعدم ذكر اسم منشئ السد، وترجيح بنائه في عصر الخليفة العباسي هارون الرشيد، أيام والي الطائف عبدالله بن قثم. وعلق الباحث على أشكال حروف النقش. وانتهى إلى أن تلك الأشكال لم تخرج عن مثيلاتها في النقوش الإسلامية في الفترة المدروسة سواء في الحجاز أو خارجه، وظهر استمرار بعض التأثيرات الكتابية النبطية في النقش المدروس، كعدم التنقيط، وإكمال الأحرف أو المقاطع من الكلمات في بداية السطر الذي يليها سطرها الذي ورد فيه، وفي الوقت نفسه تخلص النقّاش من بعض التأثيرات الكتابية النبطية كإغفال المدّات، وانضجاع الحروف إلى الشمال، كما انتهى الباحث إلى أن سد وادي السنح قد بني كسائر سدود الطائف في نقطة لتجمع سيول الأمطار، وأن بناء السدود في لاطائف لم يتوقف بنهاية العصر الأموي، وأن السد المدروس قد اشتمل على صفين من الأحجار الضخمة، وأن نقشه كان على صخرة في جزئه الأيسر بالنسبة للواقف أمام حوض تخزين المياه.
|