يتناول الباحث سيرة علماء آل عتيقي في نجد والزبير والكويت عبر ثلاثة قرون ما بين القرن الثاني عشر حتى الوقت الحاضر؛ وسلك منهج أصحاب التراجم بحيث ذكر عن كل مترجم له اسمه ونسبه وتاريخ حياته ومناقبه وشيوخه وتلاميذه، من منطلق أن سيرة العلماء فيها تعليم وقدوة للأجيال، مقتصرًا على العلماء الذين خدموا علوم الشريعة، وتصدرا لتعليم الناس وحازوا على إجازات علمية في العلم الشرعي؛ وقد اشتملت الدراسة على تسع تراجم لم ترتب هجائيًا أو زمنيًا؛ بينها ترجمة لا مرأة واحدة هي موضي عبدالعزيز العتيقي المولودة في 14/1/1353 في المجمعة بإقليم سدير سنة 1371، واتجهت لدراسة الشريعة في جامعة الأزهر، وحصلت على الإجازة الجامعية سنة 1405، ثم مارست التعليم في المعهد الديني، ثم عادت وأكملت الدراسة العليا لتحصل على دبلوم عال في الشريعة من الجامعة ذاتها، ودرّست بعدها في المعهد الديني للبنات سنة 1412. ولها من المؤلفات المخطوطة رسالة موسومة بعنوان: «الشيعة الاثني عشرية وموقفهم من الأدلة النقلية»، ورسالة أخرى في «المواريث والفرائض»، وكانت سيرتها خاتمة سير علماء الأسرة المدروسة؛ واستهل سير علمائها بسيرة الشيخ سيف بن حمد بن محمد العتيقي (1106 ــ 19) وكان إماما لمسجد ابن سليم في حرمة، المسمَّى الآن مسجد السليمية وله ابنان عالمان هما صالح ومحمد؛ افتتح مدرسة أهلية ومكتبة، وأوقف عليها أحد بيوته ونخلا في المجمعة، وتعد مدرسته ومكتبته من أقدم المدارس الأهلية والمكتبات العامة في المجمعة.
وختم دراسته ببيان الوثائق التي اعتمد عليها في التعريف بأخيار آل عتيقي، خاصة وثائق آل عتيقي في خزانتي والده محمد بن عبدالعزيز العتيقي، وجمال بن عبدالرحمن بن إبراهيم العتيقي، بالإضافة إلى قيود أوقاف المخطوطات المتوارثة بين أبناء آل عتيقي التي جمعت الآن في عهده خاصة الأوقاف في الكويت.
|