اقتصرت الدراسة على تناول رحلة الصيف التي كانت تقوم بها قريش للشام، لتوافر الأدلة والقرائن حولها ، بالرجوع إلى القرآن الكريم والسيرة النبوية ومصادر التاريخ الإسلامي. لقد أشار القرآن الكريم إلى رحلة قريش في الشتاء والصيف وربطها بالإيلاف، وتفيد المصادر أن المكيين قد بدأوا في القرن السادس ينظمون رحلة الشتاء، وذكر محمد بن السائب الكلبي أن رحلة الشتاء كانت إلى اليمن، بينما كانت رحلة الصيف إلى الشام، ولا تسعفنا المصادر في تعليل هذا التقسيم الموسمي لرحلات قريش التجارية، وأشار الباحث إلى أن العرب كانوا يسمون فصل الصيف ويقصدون به الربيع، ويسمون فصل الصيف القيظ، وذكر ابن قتيبة أن العرب ذهبوا في عدد من الأزمنة إلى الابتداء بفصل الخريف ثم يكون بعده فصل الشتاء، ثم يكون بعد فصل الشتاء فصل الصيف وهو الذي كان يسميه الناس الربيع، ثم يكون بعد فصل الصيف فصل القيظ وهو الذي يسميه الناس الصيف. وعند شروع أهل مكة في النشاط التجاري الخارجي، كانت مشكلة الأمن من أهم المشكلات التي ووجهت لتأمين سير القوافل، واستطاعوا معالجة الأمر بالطرق الدبلوماسية بعقدهم عددًا من الاتفاقيات مع القبائل التي تقع على طريق القوافل التجارية ليضمنوا سلامة سير القوافل، وأطلق «الإيلاف» على هذه الاتفاقيات، وكان ذلك الإيلاف مفيدًا في توسيع العلاقات التجارية للمكيين، وربط القبائل العربية الضاربة على جنبات طريق القوافل بتجارة قريش. وقد درس الباحث أخبار حركة هذه القوافل في كتب السيرة النبوية الشريفة والمغازي، وانتهى إلى أن قوافل قريش التجارية مع الشام كانت متواصلة على مدار العام وليس في الصيف فقط .
|