تناولت الدراسة الروايات والمصادر الإسلامية المتصلة بفتح المسلمين لدمشق لتحديد فترة الفتح ومدة الحصار الذي مهّد له، ودخول دمشق وما أعقبه، ورُجع إلى مصادر تاريخ الفتوح الإسلامية والتاريخ الإسلامي. وقد تتبعت الباحثة رحلة فتوح الشام من انطلاقها من الجزيرة العربية في عهد أبي بكر الصديق الذي أرسل إلى الشام يزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وعمرو بن العاص، وأبا عبيدة عامر بن الجراح . وقد أشرف أبو عبيدة على أوائل الشام، وقد كتب أبو بكر إلى خالد المقيم في العراق بالتوجه إلى الشام وتولي قيادة الجيوش، فنزل في دير سمي فيما بعد بدير خالد، واجتمع بالقادة فأمر أباعبيدة بالنزول على باب الجابية، وأمر يزيد بالنزول على الباب الصغير، وأنزل شرحبيل على باب توما، وعمرو بن العاص على باب الفراديس ، وقيس بن هبيرة على باب الفرج، ونزل خالد نفسه على الباب الشرقي لدمشق. وحاصرها عشرين يومًا، ثم اتجه إلى أجنادين ، ثم عاد لمحاصرة دمشق ثانية. وقد دخلها المسلمون في جمادى الآخرة من السنة العاشرة لله جرة ، وقد كتب خالد إلى أبي بكر ظنًا منه أن الخليفة ما زال حيًا، وأوجز فيها قصة دخول دمشق، فأخبره أنه فتح دمشق عنوة بالسيف من الباب الشرقي، وكان أبو عبيدة على باب الجابية فخدعته الروم وصالحوه، وقد لقي أبا عبيدة عند كنيسة مريم وأمامه القساوسة والرهبان ومعهم كتاب الصلح . ويبدو أن أبا عبيدة قد كتب كتاب الصلح والأمان ولم يسم فيه اسمه ولم يثبته بشهود لأنه لم يكن أمير المؤمنين ، ويدعم صحة ما سبق لروايته عن أبي هريرة . وانتهت الباحثة إلى ضرورة تناول الروايات التاريخية للوقائع والفتوحات الإسلامية بروح علمية ودراسة نقدية للمؤرخين والرواة .
|