بحث الكاتب كلمتي (طه و يس) فيما إذا كانتا اسمين أو لفظين من حروف مقطعة، وتطرق لاستخدامهما في القرآن الكريم وللتسمي بهما.
واستهلّ ببيان رأي سيبويه في أن طه و يس ونحوهما من الحروف التي يُفتتح بها عدد من سور القرآن الكريم وهي أسماء للسور، وقد نبّه سيبويه على قراءة النصب في يس وهي قراءة عيسى بن عمر، وجعل النصب من جهتين : إحداهما أن تكون مفعولاً لا ينصرف، لأنه عنده اسم أعجمي بمنزلة هابيل، والتقدير اذكر ياسين، وهو عنده اسم للسورة. وقرأ بعضهم « ياسين والقرآنِ » ، وبذا جعلوه اسمًا أعجميًا، ورأى سيبويه أنه قد يجوز أن يكون ياسين وصاد اسمين غير متمكنين فيلزمان الفتح، وسيبويه وإن كان يهتم بالحركة التي في آخر يس وهي الفتحة على قراءة النصب فإنه يؤكد علمية يس بوصفه اسمًا للسورة، وما قاله سيبويه في يس يشمل طه. وقد أشار سعيد بن مسعدة إلى معنيين في طه أولهما أنه هجاء، وثانيهما أنه بمعنى يا رجل، ورأى الفرّاء أن طه حرف هجاء، وذكر معنيين آخرين في طه الأول أنه بمعنى يا رجل، أو يا إنسان، وإن طه بالإمالة وعدمها يوحي بمعنى الأمر. ويتبين من أقوال ابن جرير الطبري أن طه معرفة لأنه منادى نكرة مقصودة تَعرَّف بالنداء، وإما علم لأنه اسم من أسماء الله - عز وجل - أقسم به، وإما حروف هجاء أو حروف مقطعة كفواتح السور. وقد أشار القرطبي إلى عدة معان لطه منها أنه اسم للنبي صلى الله عليه وسلم. وذكر الأخفش أن يس تعني يا إنسان ونبه على أن المعني به هو النبي صلى الله عليه وسلم، وعند ابن جرير الطبري أنه اسم من أسماء الله - عز وجل -، وأنه بمعنى يا رجل، أو أنه من أسماء القرآن الكريم. ورجح الباحث أن طه و يس كليهما من الحروف المقطعة التي تحمل فيما تحمله دلالة على إعجاز القرآن الكريم.
|