ناقش الباحث مفهوم مصطلح الأدب الإسلامي وارتباطاته، وقد رجع إلى القرآن الكريم والحديث الشريف،وكذلك الدراسات حول الأدب الإسلامي. وقد استُهلّت الدراسة بتوضيح مجال مفهوم المصطلح من حيث أنه يتحدث عن الأدب نفسه بصرف النظر عن قائله، لأن المفهوم الإسلامي في الأدب إنما يستقر في النص الأدبي نفسه، ولا يصلح أن نحكم على نص أدبي بأنه يعبر عن مضمون إسلامي لمجرد أن صاحبه مسلم، أو ملتزم بالإسلام، لأن هذه الظواهر خارجة عن النص الأدبي الذي يُقصد بالحكم، على الرغم من أن بعض الباحثين في مجال الأدب الإسلامي يرى أنه لا بد من صدوره عن مسلم ملتزم يحمل الإسلام عقيدة، ويؤمن بالإسلام منهج حياة، ويلتزم به سلوكًا وعملاً، ويستطيع التعبير عما يريد من خلال التصور الإسلامي، ورأى الباحث أن للأدب كيانًا مستقلاً، وللأديب كيانًا مستقلاً آخر، والأدب الإسلامي نص يحمل مفهومه في لغته المعبرة عن الإسلام، أو عن موضوع من مواضيعه، أو نفحة من نفحاته، ويعبر الأدب الإسلامي عن الخير والحق والجمال، ورأى من هذا المنطلق أن الأدب الإسلامي قد يصدر عن أديب غير مسلم لسببين هما : أن الأدب صنعة فنية في مجال القول، وهي صنعة مطاوعة في يد الإنسان القادر على فن القول، وهو بهذه القدرة يستطيع أن يقول في أي موضوع يريده، ويكون الحكمُ على القول الصادر منه، والأديب غير المسلم بحكم قدرته الأدبية وملكته البيانية قد يكون قادرًا على إنشاء أدب متمشٍ مع طبيعة الإسلام، ثم أن أدب غير المسلم يمكن أن يحمل روح الأدب الإسلامي ووجود هذه الروح فيه تجعله إسلاميًا. فالتصور الإسلامي الذي ينبع من الأدب الإسلامي تصور كوني إنساني مفتوح للبشرية، والمسلم تتسع نفسه لهذا التصور الإسلامي الذي هو ليس وقفًا على المسلم وحده.
|