درس الباحث أعلام بعث الشعر العربي الحديث وأساليبهم التي تتباين من شاعر إلى آخر، بل من قصيدة إلى أخرى من قصائد الشاعر نفسه، وركزت الدراسة على أعلام الشعر السعودي الذي ينتمي لمدرسة الإحياء الشعري، وقد ذهب بعضهم إلى محاكاة القدماء، بينما ذهب بعضهم الآخر إلى التجديد النسبي، ومن هؤلاء الشعراء محمد سرور الصبان الذي دعا إلى تخليص الشعر من قيوده الثقيلة، ويتجلى في بعض شعره سمات المدرسة الإحيائية كإشراقة الديباجة، ونصاعة اللفظ، ونبل المعنى، والشاعر الآخر محمد بن علي السنوسي، وقد حافظ على موازين الشعر وبحوره وقوالبه المتوارثة، لكنه جدد في بعض موضوعاته، فزاد بين القديم المتوارث والجديد المبتكر، فكان شاعر المحافظة والتجديد معًا، ويبين في بعض شعره أن فنه الشعري يحاكي تجربته الذاتية، وأن شعره صورة عن نفسه وعما بداخله، وتميز شعره بصفاء روحي إسلامي أصيل، وغنائية عذبة رقيقة، ويحافظ في شعره الإسلامي على الأصالة العربية الإسلامية في المعاني والأغراض والأوزان، وألفاظه جزلة قوية، وكلماته عذبة منسابة، وأغراضه سامية، وعاطفته صادقة، ويحفل شعره بصور الحياة والواقع، وأما الشاعر الثالث فهو أحمد قنديل، وقد تأثر بالمدرستين المهجرية والمصرية، واتسم شعره بالروح الشعبية، والمرح، والموسيقا الإيحائية، والإيقاع التقليدي، واستخدام العامية أحيانًا. وانتهى الباحث إلى أن المدرسة الإحيائية في الشعر السعودي كانت ذات موضوعات محددة وخصائص فنية مشتركة.
|