الكاتب مستشرق تشيكي قدم إلى بلاد العرب، وعقد التآخي مع الشــيخ النــوري ابن شعلان شيخ الرولة العنزية التي كانت تقطن ما بين النقرة في سوريا حاليا، والجوف قاعدة وادي السرحان. وقد استهل المترجم بتوضيح سيرته ورحلاته العلمية. ثم جاء إلى ذكر الإبل وأنواعها والألفاظ المستخدمة لها مثل البل، والبعير، والجمل، والناقة، والذلول، والهدود، وتنقسم الإبل إلى نوع أصيل أوحر، وآخر عادي «عاظي»، وأحسن سلالات الإبل هي العمانية، فالشرارية، فالهتيمية، فالتيهية. وتسمى الناقه الصغيرة بكرة، وتدعى فتية بين السادسة والعاشرة من عمرها، وتدعى خلفة في فترة الإرضاع. ويفضل الرولة الإبل صافية البياض، وللنوق عندهم أسماء مختلفة حسب ألوانها. فالناقة البيضاء وضحا، وإن شاب بياضها لون وردي فهي شقحا، وإذا مال لونها للصفرة فهى صفرا، والناقة ذات اللون الأورق شعلا، وتوسم إبل القبائل بالكي أو القطع؛ لتمييزها. وهم يرعون الإبل في قطعان كبيرة أو صغيرة، والقطيع من أقل من عشرة يدعى هشلة، والقطيع الأكبر رعية، والقطيع من سبعين إلى ثمانين ذود، ولكل قطيع راع هو «راعي البل»، وصاحب الإبل هو «المعزّب»، وعصا الراعي هي «المذروب»، وناقته التي يمتطيها «القعدة» وقطيع الإبل في المرعى هو «الطرش السارح». ويغني الراعي «المشياع» وهو عائل بالإبل من المراعي؛ وأحسن المراعي ما كان فيها نباتات الحمض، التي منها الأرطا، والرمث، والزريقة، والعراد، والغضرف، والغضا، والقطف، والكلشة وغيرها. أما سقي الإبل فقد يتم كل يوم في الصيف الحار «القيظ»، وعندما تأكل العشب الغض الطري فإنها قد تحتاج الماء بعد ثلاثين يوما، وإذا أكلت الحشائش اليابسة «الحمري» فإنها تتحمل العطش من ستة أيام إلى خمسة عشر يوما؛ وقون الإبل من الآبار أو غدران مياه الأمطار، وتستخرج منها المياه وتصب في «الجابية»، ويشد الرعاة «الحداوي» عند سقي الإبل. ويمتطي البدو الإبل في أسفارهم، وأفضل سيرها يكون قبل الغروب وبعده، ويكبح جماحها عندما تسرع كي لا تنهك. وعبر الرولي عن بهجته بركوب الإبل من خلال أغانيه العديدة.
وأخير عولجت علل الإبل وأسقامها والألفاظ التي تطلق عليها، وعلاجها كاللواة وهو التهاب الحوض وعلاجه بالكي حول منطقة البطن، والركاب وهو التهاب الركبة وعلاجه بشق الركبة.
|