تناولت المقالة سيرة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله، ومساعيه في خدمة التضامن العربي والقضايا العربية، وبخاصة قضية فلسطين المحتلة، وتطرق لمناصرته للعرب ووقوفه إلى جانبهم في حرب رمضان سنة 1973م. وكانت هذه المواقف استمرارًا لدوره التاريخي الذي مارسه في عهد والده الملك عبدالعزيز رحمه الله؛ فقد أوكل إليه سنة 1939م رئاسة الوفد السعودي في مؤتمر فلسطين، والذي أوضح فيه تمسكه بموقفين، الأول: رفضه لتقسيم فلسطين، والثاني: ضرورة إنشاء دولة واحدة في فلسطين يعيش فيها العرب واليهود. ثم سافر الفيصل سنة 1945م ممثلاً لبلاده في المؤتمر التأسيسي للأمم المتحدة، وبلغ من نجاحه في مهمته أنه بعد عامين من هذا التاريخ كلفته الوفود العربية بأن يكون الناطق باسمها جميعًا في المنظمة الدولية. ثم تناول الكاتب إنجازات الفيصل في مجال الإصلاح الاجتماعي، وفي مقدمتها منع الرق، فأصدر قرارًا بإعتاق جميع العبيد، ومنحهم حقوق المواطن السعودي؛ ثم تناول خطوات الفيصل لبناء القوة المسلمة للمملكة العربية السعودية، وتدعيم قواتها البحرية في مواجهة احتلال إسرائيل لشرم الشيخ، وتعاقده لشراء قطع بحرية حديثة، وتقديمه للأسطول المصري تسهيلات في الموانئ السعودية. وقادت السعودية في عهده حرب البترول في منظمة الأوبك، وقدمت أهم الأفكار والقرارات في مواجهة الطامعين المتسلطين في بورصة البترول العالمية. وفي اليوم الثالث لحرب رمضان سنة 1973م انعقد مؤتمر عام في فيينا لممثلي دول الأوبك الذين تفاوض باسمهم الشيخ أحمد زكي يماني وزير البترول والثروة المعدنية السعودي مع ثلاث وعشرين شركة بترول أمريكية وغربية، تحدث باسمها (جورج بيرس) أحد مديري شركة أرامكو في نيويورك، وقد اقترح الشيخ أحمد زكي يماني وقتذاك رفع سعر برميل البترول إلى خمسة دولارات دون أن يلتفت لاقتراح (بيرس) بإمهاله لبعض الوقت لدراسة الاقتراح مع شركات البترول، وعاد يماني إلى الرياض واجتمع بالملك فيصل الذي أصدر أوامره برفع أسعار البترول، ولما لم تمتنع الولايات المتحدة عن إمداد إسرائيل بالسلاح أمر الفيصل ثانية برفع أسعار البترول، وفرض حظر بترولي على الولايات المتحدة وهولندا مساندة للعرب في حرب رمضان سنة 1973م ضد إسرائيل الغاصبة لأراضيهم والدول التي ناصرتها.
|