تناولت هذه المقالة سيرة الملك فيصل بن عبدالعزيز من الميلاد حتى الرحيل؛ فقد ولد الفيصل في الرياض سنة 1905م عقب فتح الملك عبدالعزيز لها بثلاث سنوات، وكانت والدته من آل الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وتلقى علوم القرآن والسنة الشريفة، ثم تدرّب على الفروسية واستعمال السلاح، واكتسب معرفة بالصحراء، وأخذ معرفة السياسة ومهارة التعامل مع الناس وإحاطته بأخبار القبائل من والده الملك عبدالعزيز رحمه الله، وفي وقت مبكر من حياته وهو ما يزال ابن أربعة عشر ربيعًا بعد كلفه والده بالسفر إلى لندن وكان معه أحمد الثنيان، وعبدالله القصيبي، وثلاثة مرافقين آخرين، ثم ما لبث أن قاد الفيصل حملة وُجِّهت إلى عسير، وقد استُقبل في خميس مشيط وانضمت إلى قواته قبائل شهران، كما استطاع الفيصل إخماد الفتنة التي ثارت في عسير سنة 1924م، وعبرت قوات الفيصل حدود اليمن ووصلت الحديدة ورحب به أهلها، وتم إيقاف القتال بعد نزول إمام اليمن على شروط الملك عبدالعزيز آل سعود، وعقب الانتصارات التي تحققت في عسير سنة 1924، انضم الفيصل إلى والده على رأس تعزيزات عسكرية من نجد لغزو الحجاز، وكان الفيصل قائد الجيش الذي حاصر جدة التي كان استسلامها نهاية للحرب، وكان عمر الفيصل وقتذاك إحدى وعشرين سنة، ثم لما ضُمَّت الحجاز للدولة السعودية عُيِّن الفيصل نائبًا عامًا للملك في الحجاز، كما أنيطت به وزارة الشؤون الخارجية، ولما تأسس مجلس الشورى في مكة المكرمة، عيّن الملك عبدالعزيز الفيصل رئيسًا له؛ وفي أغسطس سنة 1926م زار الفيصل بريطانيا ثم زار هولندا، وزار سنة 1932م أميركا، وفي نوفمبر من السنة نفسها زار بريطانيا، ثم كان رئيس الوفد السعودي إلى اجتماع هيئة الأمم المتحدة سنة 1945م، وأثناء اضطلاعه بمنصب رئاسة مجلس الوزراء وجه عنايته لإصلاح الاقتصاد وتنميته.
|