تناول الكاتب في هذه المقالة سيرة الملك فيصل، وثقافته، وقراءاته، وأداته التعبيرية المقتدرة، وقدرته على التركيز، وسداد التوجيه بكلمات قليلة لا تصنّع فيها ولا افتعال، لما تمتع به الفيصل من ملكة التعبير والبيان. وتحدث عن أسلوب الملك فيصل الخطابي، واستقرأ خصائصه من أحاديثه التي تعكس مدى استيعابه للتفاصيل والإشارات بألفاظ سهلة، وعبارات كانت مختارة منسقة، ولغة سليمة إجمالاً. ويوضح انطباعه العميق حول أسلوب الفيصل الخطابي، حيث كان يروقه لأنه سهل يشد النفس من السطح للأعماق. ثم بين أن حديث الفيصل على اختلاف أنواعه وموضوعاته قمة بارعة في الأداء، وبراعة الحوار، مع القدرة على الإقناع بأسلوب يحمل على القبول والامتثال. وقد استشهد في معالجته لسمات الخطاب الفيصلي ومميزاته بخطاب وجهه الملك فيصل إلى يوسف ياسين ــ رحمه الله ــ عندما كان الأخير رئيسًا للشعبة السياسية بالديوان الملكي وقتذاك، وعرض الكاتب نص الخطاب كاملاً، وقد نظر في محتوى الخطاب، وحلل محتواه، وتأمّل في خصائصه الأسلوبية والموضوعية؛ فالخطاب قد تعرض لشؤون العرب، ومجهوداتهم، وقضاياتهم، وعلاقاتهم. وفتح الخطاب آفاقًا وأثار تساؤلات. ويتضح من الخطاب آراؤه السديدة التي تشكل مادة مهمّة للبحث والاستقراء من المختصين في السياسة. ويبرز الكاتب موهبة الفيصل الأدبية، وبلاغة أداته التعبيرية وتأثيرها، وبيّن عناية الفيصل بالقراءة، وما يبدو عليه من شغف واستغراق فيها .
|