تعد هذه الدراسة محاولة علمية لاستكمال أشكال المعرفة التاريخية عن الأعراب، وهي إذ تقدم كتابات الجاحظ أنموذجاً بسبب ما تصمنته من مزيجٍ ثري من الأخبار والروايات التاريخية، لترى في شخصيته وتنوع مادته وطبيعتها من حيث دقتها وتماثلها مع الواقع ما تعد معه وثيقة مهمة تضاف إلى مكتبة دراسات تاريخ الأعراب. لقد تتبعت الدراسة كتابات الجاحظ حول الأعراب، وبذلت جهداً في استقصاء آرائه، وأتاحت للنصوص التاريخية حرية الحركة والتمدد في سياقات منظمة حاولت من خلالها أن تضبط توازن المادة لتكون قادرة على التحكم في مساراتها العامة، ولتعيد تركيبها وتوصيفها على نحو يساعد على فهم أوسع وأدق لمكانة الأعراب في التاريخ الإسلامي.
|