دراسة تاريخية تناولت خبر ذي القرنين، هدف كاتبها إلى بحث شخصيته، وقد رجع إلى كتب التفسير وإلى المصادر التاريخية، ومهّد بالحديث عن بحث الحوادث التاريخية في القرآن الكريم، وأشار إلى أن القصة التاريخية في القرآن الكريم جاءت لتؤكد حقيقة فيها عبرة وعظة، والقرآن الكريم كتاب سماوي منزل تكفّل الله بحفظه، وقد جاءت نتائج العلم الحديث موافقة لما ورد فيه، ومنها نسخة من التوراة اكتُشفت منذ ربع قرن مختلفة عن طبعات التوراة المتداولة، يؤيد محتواها ما ورد في القرآن تأييدًا تامًّا، وقد قصّ القرآن الكريم الأحداث التاريخية البعيدة، ثم تناول الكاتب سيرة ذي القرنين في كتب التفاسير والتراجم والتاريخ، وأشار إلى اختلاف أسماء ذي القرنين فيها، ومنها أنه روي عن علي ــ رضي الله عنه ــ أن اسم ذي القرنين هو عبدالله بن الضحاك، وروي عن ابن عباس أن اسمه: عبدالله بن الضحاك بن معد، وقيل أنه مصعب بن عبدالله بن قنان...، وتنسب رواية أخرى إلى محمد بن علي بن الحسين أن اسمه عياش، كما ذُكر أنه يحتمل أن يكون الصعب بن الهمال الحميري، وقال ابن ختيمة: أنه الصعب بن جابر القلمس، وسرد الكاتب أكثر من اثني عشر قولاً في الموضوع، واستنتج أنها متأثرة بالإسرائيليات وتعتمد كلها على القصص والخيال، وأشار إلى أن مصادر أخرى رأت أنه الإسكندر المقدوني، ورأى العالم الهندي شبلي النعماني هو دارا الكبير ملك الفرس، وقال أبو الكلام أزاد أنه كورش الملك الأخميني، ولكن لا سند يدعم تخمين كل منهما، وحديثًا رأى أن معروف الدواليبي أنه هو الملك المصعب بن الحارث من حِمْير الذي توغل في فتح أفريقية وعبر منها إلى جزيرة الأندلس، وهذا الرأي من وجهة نظر الكاتب ليس ببعيد أو غريب، خاصة وأن عرب الجنوب استخدموا مثل تلك التسمية: ذا نواس، ذا يزن.
|