العنوان : الأدلة على وجوب تحري الرؤية لا إمكانية الرؤية
المؤلف : زكي عبدالرحمن المصطفى التنصنيف : البحوث

لكل أمة تقويم خاص بها وإن كان مستمدًا أو مستخدمًا من قبل أمم أخرى سابقة أو مستمرة، ولقد أدى اهتمام العالم الإسلامي منذ فجر الإسلام بالعلم إلى تطور التقويم الإسلامي (التقويم الهجري القمري)؛ وذلك لارتباط معظم الشعائر الدينية بالتقويم القمري، مثل: الحج والصوم والزكاة... منذ عصر الحضارة البابلية إلى عصرنا الحاضر وضع المهتمون في حساب بدايات الأشهر القمرية معايير مختلفة اختلفت وتطورت على مر العصور، وكل معيار قد يختلف أو قد يكمل المعيار السابق. وفي وقتنا الحاضر يكثر الجدل حول دقة التقاويم القمرية، وهذا الجدل سببه اختلاف الحُسّاب، وليس عدم دقة الحسابات الفلكية(1)؛ لأن الحسابات الفلكية في وقتنا الحاضر تعد دقيقة جدا، وسبب الاختلاف في التقاويم القمرية أن لكل حاسب طريقة في تعريف دخول الشهر القمري، وقد يتخذها البعض ذريعة في التشكيك في دقة الحسابات(2). فمثلا يستخدم بعض الحساب في دخول الشهر القمري التعريف الفلكي العالمي لدخول الشهر القمري، وهو حدوث الاقتران قبل منتصف الليل في غرينتش(3)، بينما يتخذ البعض ارتفاعًا محددًا للقمر، فلا يبدأ الشهر الجديد إلا إذا تحقق هذا الارتفاع(4)، والبعض قد يدخل شروطًا مجتمعة في الحساب، مثل: العمر والمكوث وشدة اللمعان والارتفاع(5).

البحث فى المجلة