تعد ظاهرة النمو الحضري من الظواهر المهمة التي تشهدها المجتمعات الإنسانية منذ بداية القرن التاسع عشر الميلادي، فلقد بلغت هذه الظاهرة مداها في البلاد المتقدمة خلال هذا القرن، حيث وصلت إلى حالة قريبة من التشبع، في حين أن المجتمعات النامية لم تبدأ فيها ظاهرة النمو الحضري إلا مع بداية القرن العشرين الميلادي. ومن المعتاد أن تصاحب ظاهرة النمو الحضري تغيرات اجتماعية، وتنشأ عنها أنماط وقيم اجتماعية جديدة، وترتبط بها مشكلات عدة، منها على وجه الخصوص مشكلة الإسكان، وتوفير المسكن الملائم للأعداد المتزايدة من السكان، الذي صاحب نمو الكثير من المدن. لقد شهدت المملكة العربية السعودية مع بداية السبعينيات من القرن العشرين الميلادي تطورًا اقتصاديًا لم تشهده البلاد، وذلك لزيادة عائدات النفط، وارتفاع أسعاره، وصاحبت ذلك زيادة الأيدي العاملة، وتوافد الكثير منها من خارج المملكة، بالإضافة إلى الهجرة الداخلية النشطة، وبشكل خاص تجاه مدينة الرياض العاصمة
|