تناول الشيخ الشعراوي حقيقة الدين الإسلامي، وأنه هو الدين الصحيح، وما سواه من الأديان باطلة، وأن القرآن الكريم كلام الله منزل من عنده ولا يقبل التغيير أو التحريف، وصحة بعث النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينطلق رد الشعراوي من مسلّمات منها أن هناك أديان يستدل منها على مبدأ اتصال السماء بالأرض لوضع منهج يسير عليه الإنسان، ومن المنطقي أنه ما دام هناك أديان، إذن فلا بد أنه قد جاء دين ما وبعده دين آخر وهكذا، أي أنه من الثابت أن الدين موجود، وتوارد الأديان وتعاقبها موجود، فإذا كان الأصل مسلَّمًا به وهو وجود الدين، وتعدده مسلَّم به لتعاقب الأديان، إذن فإنه إذا ما جاء دين آخر فإن ذلك أمر لا يُنكر، ثم وضح أن هناك قاسمًا مشتركًا بين الأديان وهو الإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين...، وإن مجيء دين بعد دين إنما يذكر بالإيمان وقضاياه، واستشهد بقوله تعالى: ( فذكّر إنما أنت مذكر )، ويتضمن التذكير إشارة إلى وجود الأصل، ثم تناول الفرق بين الدين وتشريعات الدين، ونظر إلى الدين بأنه القدر الإيماني المشترك، والتشريع من مستلزمات الدين، والأفعال التشريعية هي التي تختلف باختلاف الأزمان والأماكن، والأديان اختلفت كتشريع ولم تختلف كدين، ولم يدع رسول من السابقين أنه جاء للناس كافة، وأن دينه عام، وإنما خصص لكل رسول الجهة التي أرسل إليها، فكان لا بد أن يأتي رسول للناس كافة، من هنا أُرسل محمد صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام للعالمين، ومن لم يأخذ الإسلام كدين، سيضطر إلى أن يأخذه لأنه نظام ( والله متم نوره)، فالحياة لن تصلح إلا به، ثم أوضح أن القرآن مسجل ومحفوظ لا يتغير وغير معرض لما قام به أهل الكتاب في تبديل دينهم، والله تعالى تكفل بحفظه، ثم وضح الإعجاز القرآني، ثم أثبت بالقرائن المقنعة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ومعجزاته.
|