استكمل الكاتب في هذه الدراسة وصف أحوال نجد في الفترة الممتدة من القرن العاشر الهجري، حتى ظهور الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وهدف إلى وصف أحوال التعليم والعلم والعلماء، والأحوال الدينية في نجد، وقد رجع للمصادر التي أرّخت للدولة السعودية والحركة السلفية، بالإضافة إلى الشعر النبطي، ويبدأ بوصف التعليم الذي كان موجودًا على نطاق ضيق في الحاضرة، وكاد أن يكون معدومًا في البادية، وكان العامل الديني وراء إقبال بعض أرباب الأسر المقتدرة ماليًا على تعليم أبنائهم، ومما يدل على رغبة أهل نجد في العلم اهتمامهم به في أسفارهم ورحلاتهم في طلب العلم، واتصالهم بالعلماء العابرين في طريقهم لأداء فريضة الحج، وكذلك وقفهم الكتب على طلبة العلم، وسير الشيوخ وتلامذتهم والإجازات التي حصلوا عليها، وقد ترجم الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام في كتابه: تراجم علماء نجد خلال ستة قرون، لنحو سبعين عالمًا برزوا منذ مستهل القرن العاشر تقريبًا حتى ظهور الدعوة السلفية، ولاحظ أن قراب نصف علماء نجد قد وُلدوا في بلدة أشيقر وتعلموا فيها أو قدموا لتلقي العلم عن شيوخها، وأن أكثر من نصف العلماء النجديين كانوا من آل وهبة من قبيلة تميم، وكان ما يقرب من نصفهم من فرع من آل وهبة وهو آل مشرف أسرة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وقد لاحظ الكاتب أيضًا زيادة عدد العلماء على مرّ الزمن، وتناول مكانة علماء نجد العلمية المرموقة وعلاقتهم بغيرهم من علماء المناطق الأخرى، ولاحظ تركيز علماء نجد قبل ظهور الشيخ ابن عبدالوهاب على مادة الفقه، ثم تناول الأحوال الدينية متطرقًا إلى القضاة النجديين في الحاضرة، واحتكام أهل البادية إلى العرف والتقاليد البدوية، وإلى الانتماء المذهبي لعلماء نجد الذين كانوا يأخذون بالمذهب الحنبلي، ثم وصف الحالة الدينية في نجد، وحاجة المنطقة "إلى حركة إصلاحية توضح للجهال ما كان خافيًا عليهم، وتقضي على كل ما من شأنه أن يخل بعقائد الناس، وتلزم من لم يكونوا يؤدون أركان الإسلام على أدائها".
|