تناولت المقالة تاريخ الطباعة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة، وهدف كاتبها إلى بحث بداياتها في العهد العثماني والتوسع في إنشائها، ونشاطها الطباعي ومخرجاته، وقد رجع إلى المصادر التي تناولت الطباعة والمطبوعات في الديار المقدسة، وفي العالم العربي، بالإضافة إلى المصادر الصحفية والببليوجرافية المتصلة بالموضوع، وقد بدأ بالحديث عن نشأة الطباعة والمطابع في العالم العربي والجزيرة العربية، فأوضح ظهور أول مطبعة في حلب في سنة 1706م، وفي صنعاء سنة 1877م، وفي مكة المكرمة سنة 1300هـ/ 1883م، عندما أسس والي الحجاز عثمان نوري باشا المطبعة الميرية أو مطبعة الولاية لتطبع كتب العلوم "ليكثر انتشار العلم في موضع مهبط الوحي المكين"، وقد استعرض الكاتب تطور هذه المطبعة وإدارتها، ثم عرّف بمطبوعاتها ومنها "سالنامة ولاية الحجاز" المنشورة بين 1301و1309هـ، والجريدة الأسبوعية "حجاز" بين 8/10/1326هـ و 21/4/1333هـ، وجريدة "شمس الحقيقة" الأسبوعية الصادرة في 26/2/1909م، وطبعت في عهد الحكومة الهاشمية "جريدة القبلة"، وفي عام 1354هـ شهدت هذه المطبعة أهم إصلاح وتطوير حيث زودتها الحكومة السعودية بآلات كهربائية حديثة، ثم تناول الكاتب مطبعة شمس الحقيقة التي تأسست في مكة المكرمة سنة 1327هـ، وإدارتها ونشاطها وارتباطها بطبع جريدة "شمس الحقيقة"، كما تناول المطبعة الماجدية، وأساسها مطبعة شمس الحقيقة التي اشتراها محمد ماجد الكردي سنة 1327هـ/ 1909م، وزودها بالأدوات الحديثة، وكانت تطبع الكتب والرسائل وحدد الكاتب (31) كتابًا ورسالة طبعتها في الفقه، والنحو، والبلاغة، والمنطق، ثم تطرق إلى مطبعة الإصلاح التي تأسست في جدة في 26/4/1327هـ، وقد طبعت جريدة الإصلاح الحجازي، وكتابين للسيوطي، ولمحمد علي المالكي، ثم عرض الكاتب نشاط المطبعة العلمية التي انشأها كامل الخجا في المدينة المنورة سنة 1329هـ/ 1910م، وذكر كتابين طبعتهما لمحمد الكتاني، وحسن الشاعر، ثم تناول مطبعة الحجاز في المدينة المنورة التي طبعت جريدة الحجاز سنة 1332هـ/ 1916م؛ وخلص إلى أن هذه المطابع قد شكلت النواة الأولى لمطابع البلاد، وكان لها أثرها في الحركة الصحفية والثقافية والأدبية.
|