تناولت المقالة سيرة الأديب الشيخ عبدالله بن أحمد بن محمد ابن الشيخ سعد العجيري، وهدف الكاتب إلى التعريف بشخصيته، ودراسته، وشيوخه، ومواهبه، ونشاطه. وقد استهل ببيان دوافع الكتابة عن هذا الأديب، ثم أوضح مولده في حوطة بني تميم سنة 1285هـ، وتحدث عن نشأته وقراءته القرآن الكريم، ومبادئ العلوم على والده، ثم قراءته في التوحيد والفقه والنحو على الشيخ إبراهيم بن عبدالملك آل الشيخ، وأخذه العلم عن آخرين أيضًا. وكان الشيخ العجيري ميالاً بطبيعته إلى الأدب ورواية أشعار العرب، وكانت له ذاكرة قوية أودعها رصيدًا ثرًا من الآداب والفنون والأخبار، وكان أشبه إلى حماد والأصمعي وغيرهما ممن عُرفوا بقوة الحافظة وكثرة الرواية وحسن الصياغة. ودعاه الملك عبدالعزيز آل سعود ــ رحمه الله ــ ليكون بمعيته مع سائر القضاة والأئمة والمرشدين المرافقين له في غزواته لتوحيد أرجاء المملكة، وإرساء قواعدها على الإيمان والأمن، وكان يقرأ في الموكب وهو سائر ليلاً، فيختار موضوعًا مثل مكارم الأخلاق، فيذكر جميع ما ورد في كتاب الله عنها، ثم يذكر ما روي عن رسول (الله صلى الله عليه وسلم) أو الصحابة، والتابعين، أو عن العرب، أو ما ورد في أقوال أئمة الهدى من العلماء الأعلام، ويجوب حدائق الأدب ويقتطف ما اختزنت ذاكرته منها، ويذكر أخبار الكرماء والجود والشجاعة والإقدام. وأسلوبه في الرواية مسبوك ببراعة، منسجم يصل فيه القول بالقول بلحمة من ألفاظه من غير نشاز، وعُرف بنكاته الأدبية. ولقد كان فعلاً حسن الرواية وسمير المجلس. وقد ساق لنا الكاتب مرثيةً قالها فيه صديقه وشاعر نجد في زمانه
|