دراسة تاريخية لسياسة بريطانيا ووضعها في البحر الأحمر في أثناء الحرب العالمية الأولى لكشف أبعاد هذه السياسة، وتوضيح الموقف الدولي في البحر الأحمر في فترة الدراسة، وأهم وقائع الحرب في منطقة البحر الأحمر وما أسفرت عنه، وقد رجع الباحث للمراجع والدراسات التاريخية عن أحداث الحرب العالمية الأولى، والدولة العثمانية وأوروبا في القرنين التاسع عشر والعشرين ودول الجزيرة والخليج العربية، وقد استهل بالحديث عن الأوضاع الدولية قبل الحرب العالمية الأولى، وأبرز تعاون الدول الأوروبية وتآمرها ضد الدولة العثمانية، والتقارب العثماني الألماني، وتبلور الموقف الأوروبي قبيل الحرب في معسكري الحلفاء: بريطانيا وفرنسا وروسيا، والمعسكر المقابل من ألمانيا والنمسا والمجر وتركيا، وتناول الكاتب حالة البحر الأحمر قبيل الحرب العالمية الأولى، وما كان لبريطانيا من نفوذ قوي، فهي تحتل عدن ومصر، وتتحكم بمنفذي البحر الأحمر من الشمال والجنوب، يضاف إلى ذلك سيطرتها على زيلع، مما مكنها من السيطرة على الساحل الغربي للبحر الأحمر تقريبًا، بينما كان لإيطاليا السيطرة على ساحل أريتريا، وكانت بريطانيا تخشى التقارب الألماني العثماني وما يمكن أن يجره من مخاطر على مصالحها وسلامة خطوطها البحرية، ثم تناول الكاتب حالة الجزيرة العربية قبيل قيام الحرب، وذكر عن ارتباط الكويت بمعاهدة حماية مع بريطانيا سنة 1899م، وما للوجود البريطاني فيها من أثر في الحد من التهديد التركي من العراق الذي كان ما يزال خاضعًا للحكم العثماني، وفي جبل شمّر ترتبط إمارة حائل بالولاء للعثمانيين، وفي غرب الجزيرة كان الشريف حسين في الحجاز وهو خاضع للدولة العثمانية التي تشك في ولائه لها، وإلى الجنوب من الحجاز كان الإدريسي في منطقة عسير في حرب متواصلة ضد العثمانيين، وكانت سلطنة لحج وإمارات الساحل الخليجي مرتبطة في خطة الأتراك العسكرية في شبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر خلال الحرب، ورمت الاستراتيجية البريطانية فيها إلى احتلال رأس الخليج العربي وتأمين حماية منابع النفط، والطريق التجارية إلى الهند، ثم الاحتفاظ بخطوط المواصلات عبر قناة السويس والبحر الأحمر مفتوحة أمام تحركاتها، وتتبع الكاتب وقائع الحرب في المنطقة التي أثبتت أن التفوق في البحر يتحكم إلى حد كبير في سير معارك البر.
|