دراسة أدبية تتناول أدب البحر العربي وتطوره كجزء من نسيج ألف ليلة وليلة، ويهدف كاتبها إلى توضيح أصول هذا الأدب، ودور رحلات السندباد وحكاياته فيه، وتأثيرها الأدبي، وقد رجع لمصادر الأدب الجغرافي العربي وقصص ألف ليلة وليلة وحديث السندباد، ومهّد ببيان مصادر أدب البحر بالعربية، فأشار إلى أن قصص التجار العرب البحرية مهدت لظهور قصص السندباد مستقلة، ثم كجزء من ألف ليلة وليلة التي نقلها العرب أصلاً عن الفارسية التي تُرجم إليها الأصل الهندي لقصصها، ثم تعددت الإضافات العربية إليها، لكن معظم الباحثين يتفقون على أن قصة السندباد عربية، ثم تطرّق الكاتب للترجمات الأوروبية لألف ليلة وليلة، فأشار إلى أن أول ترجمة فرنسية صدرت في أجزاء بين سنتي 1704و1713م، وأخذت عنها الترجمات باللغات الأوروبية الأخرى، وصدرت ترجمات أخرى في القرن التاسع عشر عن النص العربي عن طبعة بولاق الكاملة 1835م، ثم استعرض الكاتب محتويات ألف ليلة وليلة ابتداءً من حكاية اكتشاف الملك شهريار لخيانة زوجته وتصميمه على الثأر من جنس النساء، بقضاء ليلة مع إحدى بنات هذا الجنس ثم قتلها، غير أن شهرزاد تنجح في وقف تلك المذبحة اليومية بقصصها ونوادرها، وقد بدأت شهرزاد تروي حكاية السندباد للملك شهريار في نهاية الليلة الثامنة والعشرين بعد الخمس مئة، واستمرت حتى الليلة السابعة والخمسين بعد المائة الخامسة، وكانت حكايات السندباد البحري ورحلاته السبع من أعظم القصص في أدب البحر عند العرب وأكثرها تعبيرًا عن عالم البحر، وقد جمعت حكاية الرحلة الأولى للسندباد البحري بين المغزى الفكري، وبين أدب البحر، بين دعوة السندباد البحري إلى الكفاح والكد والمغامرة في الحياة، وبين التمرس بأسفار البحر وتجارته ومغامراته، ويصوّر البحر مجالاً للكفاح والعمل الشاق من أجل حياة أفضل، وفي جانب البحر فإن حكايات السندباد امتداد لقصص تجار البحر العرب حيث تجمع بين المعارف البحرية الشائعة وقتذاك وإبداع الخيال، واستعرض الكاتب رحلات السندباد ومضامينها المحورية، وخلص إلى أن البحر قد ذكر في حكايات أخرى لكنها كانت حكايات مكررة.
|