تناولت المقالة الصورة الأدبية في شعر أبي دؤاد الإيادي وهو أحد شعراء مملكة الحيرة المشهورين، وهدف الكاتب إلى كشف جوانب منهج أبي دؤاد في الوصف ومميزاته واتجاهاته، وقد رجع إلى الدراسات النقدية والمصادر الشعرية المتصلة بالشعر المدروس، واستهل بالحديث عن موهبة أبي دؤاد الشاعرية وإجادته لوصف الخيل وأعضائها، وأطرافها، وخفتها، وعدوها، وقوة احتمالها، مستخدمًا صورًا شعرية جميلة متقنة الصياغة، بارعة التصوير، كاملة الوضوح، منسجمة، وهو يصف الفرس من حيث إنها رشيقة القوام، قوية البنية، سريعة العدو، ويشاطرها معاناتها وآلامها، وقد وازن بين منهج أبي دؤاد وطفيل بن عوف الغنوي، والنابغة الجعدي، وعلقمة الفحل من جهة، ومنهج امرئ القيس من جهة أخرى في وصف الخيل ونعت سرعتها وعدوها، مع الاستشهاد بنماذج مختارة لتوضيح جوانب المقارنة، وركز على شعر أبي دؤاد الذي عده رائدًا لهذا المنهج في وصف الخيل فقدم دراسة فنية مفصلة لشعره، ويذكر الرواة أن أبا دؤاد، والنابغة الجعدي، وطفيل بن عوف الغنوي كانوا على صلة وثيقة بالحيرة، وكان أبو دؤاد على خيل المنذر بن ماء السماء، والنابغة الجعدي نديمًا له، أما طفيل الغنوي فهو أوصف العرب للخيل وأعلمهم بها ويقال له طفيل الخيل، ومن أبرز خصائص منهج الشعراء الثلاثة: أبي دؤاد، وطفيل، والنابغة أنهم كانوا يقفون عند المعنى وقفة متأنية فيها إفاضة في التفصيل، فينظر الشاعر في جزئيات الصورة التي يريد إخراجها فيصفها وصفًا دقيقًا ويصورها تصويرًا حيًا رحبًا ينم عن خيال خصب ودراية ومعرفة بحياة الخيل ودقائق صفاتها في العدو والجري والمشي، ويرى الكاتب أنه لو نظرنا إلى شعر امرئ القيس في وصف الخيل، أعضائها وأطرافها وسائر جسمها، لما رأينا ذلك البعد النفسي الذي نجده عند أولئك الشعراء الثلاثة ولا قريبًا منه، بل أنه لا يصف إلا مظاهر النشاط والقوة ولا شيء غيرهما يربطه بفرسه.
|