دراسة تاريخية تناولت الطب النفسي في التراث الإسلامي، وهدف كاتبها إلى بيان إسهامات الأطباء المسلمين وعلمائهم في التأليف والممارسة في هذا المجال. وقد استند إلى المصادر التاريخية وكتب التراجم؛ ومهّد بالحديث عن ترجمة التراث اليوناني إلى العربية والإضافة إليه ونقله إلى العالم، وإنجازات المسلمين في مجال الطب النفسي فأشار إلى أنه تحرّر على يديهم من مفاهيم السحر والشعوذة، وأثري بمعرفتهم العلمية الغنية المبنية على الملاحظة، ثم عرض لتاريخ تأسيس المسلمين للمستشفيات التي أُطلق على المتخصصة منها بمعالجة الأمراض العصبية "المارستانات"، ثم استعرض سير الأطباء العرب مبتدئًا بأبي بكر بن زكريا الرازي (841-925م) الذي ذكر أن له كتبًا في الطب من أشهرها: كتاب الحاوي في التداوي الذي يُعدّ كتابًا موسوعيًا شاملاً لعلوم الطب في عهده، وكانت له تجربته ونصائحه في العلاج النفسي اعتقادًا منه بتأثير النفس في البدن، ثم تناول الكاتب إسهامات أبي علي حسين بن عبدالله بن سينا (371- 429هـ) الذي بلغت مؤلفاته المئة وأشهرها القانون، وقد كان له أيضًا كتاباته وتجاربه الغنية في معالجة الأمراض النفسية والعصبية، ثم تحدث عن أبي يوسف يعقوب الكندي (796-873م) وله (22) كتابًا في الطب، وخمسة كتب في علم النفس، وسبعة كتب في الموسيقا، وخمس رسائل في تناول الأمور النفسية. وتناول آثار أبي الريحان محمد بن أحمد البيرونـي، (973-1048م)، وحنين بن إســحاق (194-265هـ)، وعلي بن سهل بن ربن الطبري (700-850م)، وأبي القاسم خلف بن عباس الزهراوي (1030- 1106م)، وعبدالله بن أحمد ضياء الدين المعروف بابن البيطار، والشيخ داود الأنطاكي (ت1599).
|