تتناول المقالة تاريخ نجد منذ منتصف القرن التاسع حتى ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ورجع الكاتب في دراسته التاريخية إلى المصادر عن تاريخ نجد والجزيرة العربية، وقد أولى الباحث الأهمية للدولة التي قامت في منطقة الأحساء وبخاصة دولة الجبرين التي بلغت درجة كبيرة من القوة، التي بدأت غزواتها لنجد منذ منتصف القرن التاسع الهجري، ففي سنة ???هـ غزا زامل بن جبر العقيلي العامري ملك الأحساء والقطيف ومعه جنود كثيرون من البادية والحاضرة، وتوجه إلى الخرج، والدواسر، وعايذ واستولى زامل على محلتهم، وأغنامهم، وبعض إبلهم، وأقام في الخرج نحو عشرين يومًا، ثم قفل عائدًا إلى وطنه، واستمرت غزوات الجبرين لنجد خلال النصف الثاني من القرن التاسع الهجري وأوائل القرن الذي تلاه، وكانت غالبية الغزوات موجّهة ضد قبيلة الدواسر، على أن قبائل أخرى كالفضول، وآل عايذ، وآل مغيرة، وسبيع قد تعرضت لهجمات الجبرين، وكان من أسباب تلك الهجمات والغزوات اعتداء القبائل المذكورة على بواد تابعة لحاكم الأحساء أو على قوافل تجارية قادمة من تلك المنطقة إلى نجد، وكثيرًا ما تكللت تلك الغزوات بالنجاح، وكان للجبرين نفوذ في نجد، بيد أن الخلافات الداخلية حول الحكم قد أنهكت الدولة الجبرية، وزاد من مصيبتها تدخل البرتغاليين في المناطق التابعة لها، والذي ذهب ضحيته مقرن بن أجود نفسه سنة 927هـ وعندما استولى العثمانيون على الأحساء سنة 963هـ أضحت نجد محاطة من جميع جهاتها تقريبًا بالعثمانيين، ثم قاد حسن بن أبي نمي من الأشراف بغزوة اخترق بها نجدًا حتى وصل إلى العارض، وهاجم بلدة معكال كما هاجم أماكن تقع جنوب المنطقة السابقة بعد ذلك بثلاث سنين، واستمرت غزوات الأشراف متباعدة وموجهة ضد سكان المدن والقرى لفرض سلطة الأشراف عليهم وإلزامهم بدفع الضرائب لخزينة مكة المكرمة، ثم إنه لما قويت شوكة قبيلة بني خالد في الأحساء أخذوا يغزون نجدًا، ولم تستطع قوة من القوى السابقة من فرض نوع من الاستقرار السياسي في نجد، والحروب بين القبائل والبلدان النجدية بقيت مستمرة
|