تناولت الدراسة أوضاعَ المنطقة المجاورة لميافارقين عشية استيلاء المغول عليها سنة 856هـ/ 621م، وميّافارقين مدينة في شمال العراق، ويقول عنها ابن الأثير: إنها ديار ربيعة، كما تناولت وصف الحملة المغولية عليها بهدف توضيح سير تلك الحملة ومواجهة المسلمين لها وآثارها، وقد رجع فيها إلى المصادر التاريخية عن المغول وهجمتهم الشرسة على بلاد المسلمين، وعن الدولة العباسية والأيوبية والمماليك التي كانت موجودة في فترة الدراسة. وقد أوضح الكاتب أن الملك الأيوبي محمد الكامل ابن شهاب الدين غازي بن الملك العادل كان يحكم ميافارقين وتوابعها، وقد تصدّى للمغول عندما أقدموا على مهاجمة بغداد وإنهاء الخلافة العباسية، وقد فشلت كتائب المغول الأولى الموجهة إلى ميافارقين في إحراز أي تقدم في عملياتها العسكرية ضدها، لكن مزيدًا من المدد قد وصل المغول المحاصرين للمدينة التي نقصت تمويناتها وفتكت الأمراض بأهلها، وصمدت المدينة أمامهم أكثر من سنة ونصف تكبّد المغول خلالها خسائر كبيرة، ويرجع صمود المدينة ومواجهتها القوية للمغول لمدة طويلة إلى صدق أميرها في حربه ضد المغول وإيثاره الشهادة على الاستسلام، ووقفة أهلها المجاهدين إلى جانب أميرهم في مقاتلة المغول، وكان منهم عنبر الحبشي، وسيف الدين لوكبلي اللذان كانا يخرجان من المدينة فيجالدان المغول ويفتكان بفرسانهم، ثم حصانة المدينة ومناعتها، وقد قبض المغول على الملك محمد وأخيه عقب استيلائهم على المدينة، وأمر هولاكو بقتل الملك الأيوبي، وندم بعد ذلك على قتله؛ لأنه كان ينوي أن يستغل وجوده لو بقي لإكمال غزوه لبلاد العرب وبخاصة مصر، وخلص الكاتب إلى أن جهاد الملك الأيوبي ووقوف أهل ميافارقين صفًا واحدًا في مواجهة المغول وأعوانهم يقدمان المثل في التحدي والصمود أمام جحافل البغي والعدوان.
|