تناولت الدراسة الحركة العربية في العراق عام 1940- 1941م، والعلاقات والأزمة العراقية البريطانية ما بين آذار سنة 1940م حتى نيسان سنة 1941م، والوساطة التركية ومقترحاتها لحلها، وقد رُجع إلى العديد من كتب التاريخ والوثائق والمذكرات المتصلة بموضوع الدراسة. وقد أوضح الباحث أن الحركة المعروفة بحركة رشيد عالي الكيلاني قد تولّت قيادة الجانب العربي في النزاع الذي نشب مع بريطانيا، وكانت تمثل حركة التحرر الوطني العربية في أكثر من قطر عربي. وعرفت الحركة بلجنة التنسيق العربية أو الجمعية العربية كما وردت في محادثات عثمان كمال حداد سكرتير الحاج أمين الحسيني، وضمت تلك الجمعية شخصيات عراقية برئاسة رشيد عالي الكيلاني، وفلسطينية برئاسة الحاج أمين الحسيني، يضاف إليهم شخصيات سورية ومصرية وسعودية، وهذه الجمعية غير اللجنة السرية أو لجنة السبعة التي تألفت سنة 1941م عقب استقالة رشيد عالي، وكانت برئاسة الحسيني، وعضوية رشيد عالي الكيلاني، وصلاح الدين الصباغ، وفهمي سعيد، ومحمود سلما،ن ويونس السبعاوي، وناجي شوكة، وكان للكيلاني والمفتي والصباغ دور كبير في تلك الحركة ومن هنا فضّل ناجي شوكة تسميتها بحركة الكيلاني -المفتي- الصباغ بدلاً من حركة رشيد عالي الكيلاني. فهذه الحركة العربية في العراق عام 1940-1941م كانت حركة عربية في عناصرها وأهدافها. وقد دُرست العلاقات البريطانية العراقية من توقيع معاهدة استقلال العراق المبرمة في يونيه سنة 1930م إلى مهاجمة البريطانيين للقوات العراقية المحاصرة لقاعدة الحبانية في مايو سنة 1941م، ثم مهاجمة بغداد واحتلال العراق، وقد بادرت تركيا لعرض وساطتها لتسوية النزاع العراقي البريطاني لخدمة مصالحها وفشلت، وانتهى الباحث إلى أن العراق وبريطانيا لم يكونا راغبين تمامًا في الوساطة، وإن تابعاها فإنما كان ذلك بهدف كسب الوقت من ناحية، وكسب رضا تركيا من ناحية أخرى.
|