تناول الكاتب أهمية الوزن والقافية في الشعر العربي، وهدف كاتبها إلى تقديم عرض موجز لأهم ما أثير من جدل حول النظام الموسيقي التقليدي للقصيدة العربية، وبيان جدوى الوزن والقافية للعبارة الشعرية، وقد رجع في دراسته إلى كتاب الله العزيز، ثم إلى مؤلفات الشعر والبلاغة والنقد، وبدأ بمناقشة ما أثير من جدل حول النظام الموسيقي التقليدي للقصيدة العربية، وأوضح أنه لم يظهر في تاريخ النقد العربي ما يشكك في جدوى عناصر البناء الموسيقي للقصيدة التقليدية وضرورة المحافظة عليها، حتى كان الاتصال بالغرب في أواخر القرن الماضي. وكان أول جدل حول الصياغة الشعرية ما أثارته الدعوة إلى كتابة الشعر المرسل الذي يتحرر فيه الشاعر من حكم توحيد (الروي) في القصيدة، ليتوزع (الروي) إلى عدة أصوات، لكن الوزن والقافية والروي وحدة موسيقية واحدة لا تتجزأ، من هنا فإن الإخلال بأحد هذه العناصر الموسيقية يمهد تلقائيًا للإخلال بباقي العناصر، وكان رزق الله حسون أول الخارجين على أحكام الصياغة الشعرية التقليدية، ولئن نفر الزهاوي من الروي الموحد إلا أنه كان يدعو إلى احترام الوزن، فموسيقا الوزن هي التي تجعل الكلام شعرًا، وقد أقبل شعراء المهجر على نظام المقطوعات الشعرية الذي يتطلب توافر عناصر موسيقية كثيرة تمكن من النهوض بحمل ما يودع عادة من عواطف وانفعالات، وانتهى العقاد إلى أن تنويع القافية على نظام المقطوعات والموشحات أنسب من إرسالها، وقد كان لمدرسة "أبولو" دور بارز في الدعوة إلى الشعر المرسل، ويرى الكاتب أن الدعوة إلى إطلاق الشعر من قيد الروي قد جاءت نتيجة للاحتكاك بالأدب الغربي، والشاعر الجديد الذي يسعى أدونيس ورفاقه إلى إيجاده هو شاعر لا يجمد نظمه في أوزان محددة تجعل من كتابة الشعر تطبيقات منهجية، ممهدًا بذلك لترويج فكرة قصيدة النثر التي تشكلها تجربة الشاعر ولا تتقيد بالأشكال التي تفرضها القاعدة أو التقليد الموروث. وقد ناقش الكاتب أهمية الوزن والقافية مناقشة مستفيضة، وانتهى إلى ضرورة إبقاء الشعر لغة نابضة آسرة بمراعاة الوزن والقافية بوصفهما عنصرين موسيقيين إذا دخلا اللغة أكسباها قدرة على تحريك النفوس
|