تناول الكاتب خريطة الحرم المكي والتقرير الهندسي عنها في سنة 1301هـ، مستهدفًا توضيح جوانبهما الوثائقية ودلالاتها المتصلة بإصلاح الحرم المكي وتعميره. وقد استهل بتناول العلاقة بين العثمانيين، والأماكن المقدسة بالحجاز، ثم تتبع أخبار تعمير منطقة الحرم المكي في المصادر العثمانية والعربية، ابتداء من الإصلاحات التي قام بها السلطان مراد عام 1040هـ/ 1630م عقب حادث السيل العظيم الذي أصاب مكة المكرمة سنة 1039هـ، وأدّى إلى سقوط الجدار الشامي من الكعبة وبعضًا من الجدارين الشرقي والغربي؛ وقيام السلطان عبدالعزيز بن عبدالمجيد بإرسال طوق من الفضة لتجميل الحجر الأسود في سنة 1218هـ. وقد عثر في مكتبة السلطان عبدالحميد الثاني في إستانبول على خريطة هندسية وتقرير تفصيلي رفعهما القائ مقام المهندس محمد صادق إلى السلطات العثمانية العليا بشأن تعمير الكعبة، ويقدم الكاتب دراسة للخريطة والتقرير، وتبلغ مساحتها 63*90سم، ومقياس الرسم فيها 1:200 متر، وألحق بها رسومات لملحقات الحرم، ثم تناول المضمون الأساس للتقرير، فهو يشير إلى أسباب تعمير الحرم المكي خاصة سقوط طلاء الجدران، وتكسر الحجارة على أرض المطاف، وأسفل القباب، وتردي حالة حجارة البازلت المستطيلة السوداء في منطقة ما تحت القباب، وقد طالب التقرير بتجديد بناء باب السلام العتيق وبناء المقام الحنبلي، وإصلاح غطاء الجدار الواقع في جهة البيت المعظم؛ وطالب التقرير بتزيين اللوحات الخطية بالذهب المُذاب وطلاء بعض الأحجاز لتثبيت ألوانها، واستبدال أحجار البازلت، وإحضار (310) أعمدة رخامية و (31) بابًا خشبيًا، وتحديد أماكن صلاة النساء بشكبة حديدية، ثم ذكر الكاتب أسماء (36) موقعًا عرضتها الخريطة؛ ثم وضح الرسوم الملحقة، وقدم ترجمة للتقرير، وبيّن أنواع الإصلاحات والترميمات المطلوبة، والنفقات اللازمة لتنفيذها.
|