يُعنى العمر الوسيط بقياس أعمار الشعوب المختلفة بهدف تصنيفها إلى شعوب فتية وأخرى معمّرة، وهدف هذا البحث هو دراسة العمر الوسيط وتطبيقه على سكان المملكة العربية السعودية، لكشف أحوال التركيب السكاني في المملكة، وعمل دراسة تحليلية لكافة قطاعات السكان الحضرية والريفية والبدوية في مختلف مناطق المملكة الإدارية. وأما مصادر بيانات البحث فتضم تقارير التعداد العام للسكان الذي أجري عام 1394هـ، وغطى المناطق الإدارية الأربع عشرة للمملكة. وقد اختيرت الجداول الخاصة بتوزيع السكان على فئات العمر المختلفة لكافة القطاعات الحضرية والريفية والبدوية موزعة بين الذكور والإناث، وجرى تحليل البيانات على مستوى المناطق الإدارية بالاستعانة بالحاسوب، كما جرى تحليلها على مستوى الأقاليم الجغرافية الخمسة للمملكة: الشمالية، والشرقية، والوسطى، والغربية، والجنوبية، ثم استخلص من دراسة البيانات السابقة جميعًا العمر الوسيط على مستوى المملكة لمقارنته مع العمر الوسيط في دول أخرى. وقد قسمت الفترات العمرية بحيث شملت كل فئة أربع سنوات بدءًا من الفئة (1-4) أعوام وانتهاء بالفئة (65 عامًا- فأكثر). وقد وجد الباحث أن العمر الوسيط في المملكة يعادل (7,16) عامًا مما يضعها في مصاف الدول الفتية ذات العناصر الشابة، ولا غرابة في هذه النتيجة لأن الأطفال اليافعين ممن هم دون سن خمسة عشر عامًا تزيد نسبتهم عن 44% من مجموع السكان، واكتشف الباحث أن المنطقة الجنوبية هي أكثر أقاليم المملكة فتوة، ثم المنطقة الوسطى، في حين يرتفع الوسيط العمري في المنطقة الشمالية، والغربية، والشرقية بنسب أعلى من المتوسط العام بالمملكة، كما وجد أن العمر الوسيط لدى الذكور أكثر منه لدى الإناث، وتبقى المنطقة الجنوبية أكثر فتوة على مستوى الذكور ثم الوسطى، وتظهر المنطقة الشمالية ذات أعلى عمر وسيط للذكور بالمملكة، وفي المنطقة الوسطى أقل عمر وسيط للإناث، ونجد أن أكبر عمر وسيط للإناث هو في المنطقة الغربية. وانتهى إلى نتائج منها أن المملكة من الشعوب الفتية الشابة، وأن العمر الوسيط للذكور في المدن ومراكز الإمارات يسجل أعلى الأرقام، وأن العمر الوسيط لدى سكان البادية متقارب بين الذكور والإناث.
|